أشار السفير التركي في لبنان اينان أوزيلديز، تعليقا على الابادة الارمنية إلى ان "عام 2015 هو عام التفكير وإحياء ذكرى كل شهداء الحرب العالمية الأولى. وهو عام المصالحة والاتحاد لا زيادة الكراهيات، وينبغي علينا احترام ذكرى كل شهداء الحرب. في تركيا نشارك الشعب الأرمني وكل الشعوب الأخرى مرارتها وأساها، ولكن يجب أن لا ننسى أن هناك ملايين الشهداء المسلمين الذين فقدوا منازلهم وهجروا ولقوا حتفهم في هذه المأساة، وليس الأرمن وحدهم. بيانات رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء داوود أوغلو المعزية للأرمن تؤكد تعاطفنا معهم. ولكن لكل دولة صيغة مختلفة عن هذه الحرب، ولا يمكن لأي دولة فرض صيغتها بالضغط السياسي وإشاعتها عالمياً لإلقاء اللوم على الدولة التركية"، موضحا انه "ليست لدينا رواية رسمية عما حصل في ذلك الوقت، ولكن لدينا التاريخ التركي. حينها، حاربت دول عدة الامبراطورية العثمانية وسعت الى تقسيمها، بمن فيهم البريطانيون والفرنسيون. حاول الاتحاد السوفياتي غزو الامبراطورية من الشرق ما اضطرها الى اتخاذ إجراءات لمنع تقدمه وحماية نفسها. آنذاك شكل بعض الأرمن تنظيمات مسلحة لمساندة الغزاة وبدأوا بمهاجمة الأتراك وقتل المسلمين، فرحّلت السلطنة بعضهم الى سوريا. كثيرون خسروا حياتهم ولكن ليس بقتل ممنهج ومجازر كما يدّعون. هناك معايير دولية يفترض الأخذ بها قبل اتهام بلد بإبادة شعب، ونحن لم نقم بإبادة الأرمن اطلاقاً. هذا التعبير مصطلح قضائي ولا يمكن اتهام تركيا بهذه الجريمة".

وتوجه إلى الارمن قائلا: "يجب الاستمرار في النقاش والتفاهم والابتعاد عن توسيع رقعة الكراهية والحقد. ونُذكّر أنه عام 2005 بعث رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان برسالة الى رئيس أرمينيا من أجل التلاقي ومناقشة هذه المرحلة المأساوية من التاريخ، لكنه رفض. وفي عام 2009 أعددنا لبروتوكولين اثنين مع أرمينيا الا أن بعض الأرمن المتطرفين قاموا برد فعل سريع أدى الى رفض الحكومة الأرمينية لهما".

وعن استيلاء تركيا على سبع ولايات أرمنية وتهجّر أهلها، أوضح السفير التركي ان "هذه الوقائع ليست حقيقية بالكامل. صحيح أن تلك الولايات كانت مأهولة من الأرمن، ولكن كان يقطنها أيضاً مسلمون وترك، وخضعت لسلطة الامبراطورية التركية منذ القرن السادس. بعد انقضاء الحرب العالمية الأولى وإنجاز الاتفاقات مثل لوزان وغيرها أعطيت هذه الأراضي الى تركيا. لا نوافق على هذه الادعاءات. وتركيا هناك منذ 1923 وستستمر على هذه الحال".

وردا على سؤال عن إذا كانت اعترافات البرلمانات الأوروبية بالإبادة تشكل ضغطاً على تركيا، رأى انه "لا يمكن للبرلمانات أن ترسم التاريخ، وهذه مهمة المؤرخين حصراً. فتلك البرلمانات التي لا تعرف مكان تركيا على الخريطة، لا يمكنها التحدث عن التاريخ القديم. هي تتعرّض لضغط من اللوبي الأرمني الموجود في دولها، لذلك تعكس مشاعر الأرمن الذين يحاولون تغيير الأحداث التاريخية لمصلحتهم"، لافتا إلى ان "الأمر نفسه ينطبق على السريان الذين يضخّمون الأرقام وأعداد الشهداء للضغط على تركيا. يعيش اليوم في اسطنبول أكثر من 20 ألف سرياني في أمان ونخوض معهم نقاشات جدية ونتفاهم معهم بعمق، وهذا التفاهم يتطور إيجابياً في كل دول العالم بما فيها لبنان. ودعونا أخيراً بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني لزيارة تركيا ونأمل أن يلبي الدعوة في الأشهر المقبلة".

وشدد على انه "لا نقبل اتهام تركيا بالإبادة جزافاً وتشويه التاريخ، نريد ذكرى عادلة تحترم كل الشهداء وتأخذ في الاعتبار كل صيغ الحرب لا واحدة. أخيراً، السفارة التركية والأتراك أصدقاء للأرمن ويجب أن يأخذوا في الاعتبار أن صداقتنا غير مؤقتة".