تنعقد اليوم قمة من نوع آخر تجمع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة الأميركية جون كيري للبحث في حلول شاملة للنزاعات والحروب التي تجتاح المنطقة من سوريا إلى اليمن وصولاً لأوكرانيا.

مصادر في موسكو اشار لـ"الوطن" السورية، الى إن قمة سوتشي ستكون الأهم بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة وخاصة بعد الإعلان عن جدول أعمالها وتحديده بالأزمات التي تهم البلدين أي في سوريا واليمن وأوكرانيا والبحث في التسويات الممكنة. المصادر تتحدث عن تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى محورين، الأول تقوده إيران (الشيعية) والثاني السعودية (السنية) وتضع بذلك القوى العظمى حداً للنزاع المذهبي غير المعلن القائم في المنطقة والعداء غير المبرر لدول الخليج لإيران.

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن قمة "كامب ديفيد" تحمل الهدف ذاته وهو "طمأنة دول الخليج أن إيران ليست عدوتهم" إضافة لما سيترتب على ذلك من عقود تسليح ستبرمها الولايات المتحدة لـ"ضمان أمن الخليج".

وفي الملف السوري تقول المصادر: إن "صمود دمشق أكد مجدداً على دورها المحوري في المنطقة وخاصة بعد عجز الدول الكبرى في فرض هيمنتها وشروطها على الدولة السورية، الأمر الذي أدى إلى تمتين الشراكة الإيرانية السورية لإدارة شؤون المنطقة من طهران وصولاً إلى بيروت وحرمان دول الغرب من أي نفوذ في الشرق الأوسط". ومن المرجح وفقا للمصادر التي تحدثت إلى "الوطن"، أن تدخل المنطقة في مرحلة التسويات اعتباراً من مطلع تموز المقبل بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى (5+1) وفق سياسة "محاور" تعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة لعدة سنوات.

وعن شكل التسوية ترجح المصادر أن تتم من خلال الحوار في كل من اليمن وسوريا وأوكرانيا، على أن يكون حواراً شكلياً مع حلول قابلة للتنفيذ بصيغة "لا غالب ولا مغلوب" وقد تمتد حتى نهاية العام الجاري ليخرج منها الدخان الأبيض، وسط ترجيحات أن يقبل كيري الرغبة الروسية في أن تكون مكافحة الإرهاب البند الأول على طاولة أية مفاوضات حول سوريا. وظهر لافتاً الأيام الماضية، التحذير الشديد اللهجة من بكين حول رفضها حصول أي عدوان على سوريا وتأكيدها أن الدعم المطلق للشرعية في سوريا "ثابت لن يتغير".

وتختم المصادر كلامها لـ"الوطن" بالرد على سؤال عن مستقبل تركيا في التسويات الجديدة فتتوقع أن تشهد الساحة التركية مواجهات عنيفة لوضع حد لأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العثمانية، لتعود تركيا إلى مكانها السابق عضواً في الناتو وقاعدة متقدمة للولايات المتحدة عند تقاطع القارتين الأوروبية والآسيوية.