نشر موقع "ويكيليكس" برقية تضمنت محادثات بين وزير الخارجية اللبناني السابق ​فؤاد بطرس​ والسفارة الأميركية بعد يوم على بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 14 آذار عام 1978 في ما عُرف إسرائيلياً بـ"عملية الليطاني"، حيث سارع بطرس إلى السفارة الأميركية لطلب مشورة واشنطن، سائلاً السفير: ماذا يجب على الحكومة اللبنانية أن تفعل الآن؟ وقال: "إن لبنان في حالة ارتباك، إذ لسنا واثقين من نيات إسرائيل لبقائها على الأراضي اللبنانية"، ولمّح حسب البرقية، إلى أن الحكومة "لا تمانع أن تدخل إسرائيل وتتخلّص من الفلسطينيين في الجنوب، لكنها تأمل أن يحصل ذلك بسرعة". وطرح بطرس على الفير آنذاك حلّين بديلين: إما أن يُعلم مجلس الأمن الدولي، وهنا سأل بطرس: "لكن، هل يجب أن أدعو الى اجتماع مجلس الأمن وأطالب بإدانة إسرائيل أم الاكتفاء بإبلاغه؟ والحلّ الثاني حسب بطرس، هو الطلب من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لحثّها على الانسحاب من لبنان".

ونقلت صحيفة "الأخبار" عن هذه الوثيقة اشارتها إلى ان "جواب السفير الأولي كان: "الخيار يعود الى الحكومة اللبنانية" قبل أن يشرح للوزير تبعات كلا الخيارين. لكن بطرس عاد وشرح للسفير أن "المشكلة في اللجوء الى مجلس الأمن هي إمكانية أن يفتح الأمر النقاش حول المسألة الفلسطينية وأن يستخدم ذلك لمصلحة الفلسطينيين بدل الدفاع عن لبنان".

وفي ضوء حديثه مع مسؤولين لبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الياس سركيس والوزير بطرس، رفع السفير الأميركي ريتشارد باركر تقريراً الى الخارجية الأميركية يشير فيه الى أنه "بالمجمل، قد يفضّل اللبنانيون أن تضرب إسرائيل المنطقة مرّة بعد مرّة ردّاً على أي استفزازات جديدة على أن تدفع بالمسلّحين الفلسطينيين الى مناطق قريبة من بيروت".

وفي إحدى البرقيات في أواخر شهر آذار، طلب الوزير من باركر أن يسأل الإسرائيليين: "ما رأيهم بالتعزيزات العربية التي تصل الى المقاتلين الفلسطينيين في لبنان؟ هل سيفعلون شيئاً حيال ذلك أم لا؟ الى متى يمكن أن يستمر تدفق السلاح والمقاتلين للفلسطينيين من دون أن يشكّل ذلك خطراً على أمنهم؟".

وفي نفس البرقية، التي كان فيها بطرس "بمزاج سوداوي حول الوضع العام وغاضب من أداء الحكومة اللبنانية"، قال الوزير لباركر: "أنا لست من أولئك المتطرفين الذين قد يتوقّعون من الأميركيين أن يرسلوا قوات المارينز، لكن الأجدر بنا أن نفكّر بحلّ لأن الأزمة تخطّتنا".