اشا رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الى اننا "تعبنا من الحروب، ومن النزاعات التي تعصف بلبنان والمنطقة صحيح أننا بلد صغير محدود الامكانيات، وصحيح أننا بحاجة الى إعادة صياغة العقد الاجتماعي أو دستور العيش المشترك بين مكوناته، لكننا نملك ثروة انسانية مميزة وقدرات بشرية تخطّت حدودنا الجغرافية لتترك بصماتها الايجابية على مدى العالم".

وخلال استقباله الوزير الفرنسي السابق برونو لومير لفت درويش الى ان "كثيرين منا لم يتمكنوا حتى الآن من تجاوز شعور سائد يتملّكنا، ومفاده أن فرنسا ودولاً اخرى سانَدَتْ بطريقة مباشرة او غيرة مباشرة المتطرفين والارهابيين الذين بات خطرهم يتهدّد العالم كله لا جزءاً منه فقط. وأنت اذا وقفت على أي تلة في هذه المدينة لرأيت الجبال القريبة المقابلة وقد تحصّن في كهوفها إرهابيون مجرمون يعادون الانسان والانسانية"، مذكرا "بمشكلة النازحين السوريين المتفاقم عددهم فهذه المشكلة باتت لغماً خطيراً وهذا اللغم بحاجة الى تعطيل قبل أن ينفجر ويغمر جميعنا بشظاياه الحارقة"، داعيا الى "تشابك الايدي لممارسة ضغطاً دولياً على الجهات المتورطة في الارهاب الظلامي".

واكد درويش الى ان "الوجود المسيحي في المشرق، ليس حدثاً طارئاً او مستجداً، إنما هو أساس تكويني عريق وفاعل، وما وجودنا فيه إلا لخير الجميع مسلمين ومسيحيين، كما أنه شهادة للعالم بأن الأديان يمكنها أن تتآلف وتتآخى من أجل رقيّ الانسان الذي يجب أن يرتفع الى مستوى المواطنة الحقيقية في أنظمة مدنية تكفل حقوق المواطنين وتنظر الى الانسان باعتباره القيمة العليا الجديرة بالاهتمام والاحترام" .