أقيم قداس في مقام سيدة زحلة والبقاع، في الذكرى التاسعة لوفاة الرئيس السابق الياس الهراوي، ترأسه راعي أبرشية زحلة المارونية المطران ​جوزف معوض​ شاركه فيه المطران عصام درويش والمطران بولس سفر والمطران اندره حداد والمطران جورج اسكندر والنائب الاسقفي المونسنيور جورج معوشي والنائب الاسقفي الكاثوليكي الارشمندريت نقولا حكيم والأب جورج معلوف ممثلا مطرانية الروم الأرثوذكس.

والقى المطران معوض كلمة اعتبر فيها "اننا نقدم هذه الذبيحة الالهية في هذا المزار العزيز على قلوبنا، لراحة نفس المغفور له الرئيس الياس الهراوي، في الذكرى السنوية التاسعة لوفاته، ونسأل الله أن يشمله برحمته، ويجزل ثوابه مع الأبرار والقديسين، مستشفعين العذراء مريم، سيدة زحلة والبقاع، ومار مارون شفيع الكاتدرائية التي للمغفور له مساهمات سخية فيها، والتي هي الآن قيد الترميم".

اضاف: "لقد دعا الله الهراوي الى رسالة وطنية في الرئاسة الأولى، فسعى الى تحقيق الاستقرار والانماء والانتظام الدستوري، ولكل مؤمن رسالة. فالسيد المسيح، كما يرد في انجيل اليوم، يدعو اثنين وسبعين تلميذا، ويسلمهم رسالة التبشير في المدن والقرى التي كان مزمعا أن يذهب اليها. والتلاميذ 72 هم غير الرسل الاثني عشر. فالاثنا عشر، اختارهم يسوع المسيح وأعطاهم سلطانا لم يعطه سواهم، في التعليم والتقديس والتدبير، وهم وحدهم دعوا بالرسل، دلالة على مكانتهم الفريدة في الكنيسة. أما الاثنان والسبعون، فدعوا بالتلاميذ، وعددهم يدل، في الذهنية اليهودية، بحسب سفر التكوين (10)، الى كافة الأمم الوثنية. وهذا رمز الى شمولية رسالة الكنيسة التي سميت بالكاثوليكية أي الجامعة لكل الشعوب، لأنها بطبيعتها مرسلة اليهم جميعا. فبعد أن صعد السيد المسيح الى السماء، أرسل الى الكنيسة التي أسسها، روحه القدوس، لتتابع رسالته الجامعة والشاملة في التاريخ البشري. وترتكز شمولية هذه الرسالة، على الخلاص الذي أتمه السيد المسيح للجميع، وعلى وصيته لرسله أن يتلمذوا ويعمدوا كل الأمم. وغايتها أن يدخل البشر جميعهم، عموديا، في شركة مع الثالوث الأقدس، وأفقيا، في شركة محبة فيما بينهم، فيؤلفوا بذلك عائلة الله على الأرض التي هي الكنيسة. والكنيسة تتمم رسالتها بالاعلان الصريح للانجيل، وبمثل الحياة".

اضاف: "والصعوبات تطالنا أيضا في لبنان على أكثر من صعيد. فنحن محاطون بصراعات ومواجهات عنيفة، لا بد من تداركها بوحدتنا الداخلية. وهذه الوحدة ليست خيارا، بل هي ضرورة وجودية وأمنية، وهي في الأساس ضرورة لبنانية كيانية. وما يساهم في صونها، هو انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وقد عمل الرئيس الهراوي في عهده الرئاسي، على بناء هذه الوحدة، والجمع بين مختلف الأفرقاء في هيكلية الدولة بعد أن تسلم الحكم في ظل التجاذبات والمواجهات القائمة آنذاك، من جراء الأزمات المتلاحقة من سنة 1975. ومعروف أن رأس البلاد هو الأب والجامع".