ينتظر المراقبون خطاب الرئيس سعد الحريري بكثير من «الحشرية» لمعرفة الكلمة الفصل لرئيس تيار المستقبل بعدما سادت صفوف هذا التيار البلبلة من خلال المواقف المتناقضة لأركانه في بيروت. فالمراقبون الذين ملوا انتظار عودة الحريري الى لبنان باتوا اليوم ينتظرون موقفاً مباشرا منه بعدما ارتبكت الحقائق لديهم من خلال اجتهاد بعض الأركان المستقبليين في الداخل .إذا كلام الحريري المرتقب سيضع النقاط على الحروف، وسيعرف جمهور التيار الحقيقة الأصلية في معركة «ريفي- المشنوق»، وما هي صحة المعلومات عن صفقة عثمان - روكز. والتفاصيل التي رافقت لقاء روما وعشاء العيد الثمانين للعماد ميشال عون في بيت الوسط. كما أن الحريري سيرد على مبادرة السيد حسن نصرالله بدعوة المستقبل والتيار الوطني إلى الحوار والاتفاق لمعالجة الأزمة المستجدة. طبعاً الحريري سيعرج على «ورقة النوايا» بين القوات اللبنانية والوطني الحر إضافة إلى أنه سيتطرق إلى أوضاع تيار المستقبل الذي يتعرض لحملات مدسوسة في ظل الغياب الأمني القسري لرئيسه مما سمح لإعلام السوء التطاول على خصوصيات التيار من عجز مالي وطموحات للبعض ليست في محلها وغير دقيقة.

هذه العناوين وغيرها ستكون حاضرة في الكلام الذي يطلقه الرئيس سعد الحريري بصراحة سوف يفاجئ بها الجميع من خصوم وحلفاء وفق مصادر وسطية.

وتضيف هذه الأوساط أن وقع الكلمة سيكون مشابها بحجمها لعودة الحريري الى لبنان إضافة إلى التأكيد مجدداً أن الأمر لي في زعامة التيار وفي زعامة الشارع السني المعتدل من هنا يطرح السؤال.

هل اطلالة الرئيس سعد الحريري هي لشد العصب السني خصوصا بعد الهجوم الكلامي المتكرر الذي شنه الجنرال ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل على مدى اسابيع باتجاه رئاسة الحكومة ورميت بالسهام العونية من كل حدب وصوب بحجة التعدي على صلاحيات رئاسة الجمهورية على الرغم من ان القرارات لا يتخذها رئيس الحكومة منفردا بل الحكومة مجتمعة التي تضم حلفاءه وبذلك يتقاسمون مسؤولية اغتصاب هذه الصلاحيات.

مصادر تيار المستقبل تؤكد ان هذه الاطلالة أصبحت تقليدا سنويا في مناسبة عيد الفطر ولا يمكن القول انها لشد العصب اكثر مما هي طمأنة لمناصري تيار المستقبل وان الرئيس سعد الحريري مهما بعدت المسافات بينه وبينهم فهو يتابع ادق التفاصيل ويعمل على حلحلة العقد كما ان كلمته ستكون موجهة ايضا في مضمونها الى جميع اللبنانيين خصوصا انه مضى وقت طويل على أطلالته الاخيرة.

وأضاف المصدر ان الرئيس الحريري سيشدد على الثوابت التي لا يحيد عنها وهي الاستقرار في لبنان وتفعيل العمل الحكومي في الظروف الحالية والموضوع الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان كما الوضع الاجتماعي وموضوع رئاسة الجمهورية الذي سيأخذ حيزا كبيرا من كلمته وضرورة انتخاب رئيس ومواضيع اخرى سيتناولها بشكل غير مباشر كدعوة حزب الله الى ضرورة الانسحاب من سوريا.

وموضوع التعطيل من جانبيه الحكومي ورئاسة الجمهورية والاتهامات الموجهة لرئيس الحكومة تمام سلام من قبل الجنرال ميشال عون باغتصاب صلاحيات رئاسة الجمهورية.

لكن مصادر 14 اذار ترى ان مفتاح الحل يبقى في نتائج الاتفاق الايراني - الاميركي الذي في ضوئه تتبلور خريطة المنطقة ويخرج الى العلن اسم رئيس الجمهورية العتيد وكل الخلافات والمناكفات التي تحصل على الساحة الداخلية اللبنانية هي فقط لتمرير الوقت ريثما تطفأ النار تحت الطبق الذي تعده الولايات المتحدة بالتعاون مع اللاعبين الكبار.