أشار مصدر متابع لمرحلة الجبهة اللبنانية في حديث لـ"الأخبار" إلى انه "ليس للرهبانية المارونية دور سياسي"، لافتا إلى ان "مراكز القوى في هذه الرهبانية، التي شكلت في مرحلة الحرب الأهلية الوجدان المسيحي، انتفت منذ قرابة العشر سنوات. بدأ التراجع منذ أن تم الاعتداء على الأباتي نعمان في عهد الرئيس أمين الجميل وطلبه الى التحقيق. عُين من بعده الأباتي باسيل هاشم وانتهى عهده بفضيحة مالية. بلغت الذروة في عهد الأباتي يوحنا تابت، حيث وقع عقد بيع جامعة الروح ــ القدس الى رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لتُفضّ العقود لاحقاً، وعهد الأباتي يوسف مونس الذي زار دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، فقدم عدد من الرهبان شكوى بحقه الى بكركي. ومنذ ذلك الوقت، صدر تعميم يمنع الرهبانيات من تعاطي السياسة ويحصر عملها بالشق التربوي".

أما بالنسبة إلى العلاقة مع حزب الله، أكد المصدر أن "الكسليك ليست هي من بادر، بل قيادة الحزب المُهتمة بالواقع المسيحي وهي في الوقت نفسه غير مُتعمقة به، وهذه هي مُشكلته". فهو لا يزال يقيم وزناً لهذه المرجعيات الروحية "من باب أنها تُعبر عن العصب المسيحي. الرهبانية، خاصة، تُمثل بالنسبة إلى الحزب خزاناً فكرياً مُهماً".

وأوضح ان "علاقة بالمعنى السياسي بين "الكسليك" وحزب الله غير موجودة، لأن الرهبنة لا تعتمد هذه السياسة مع أي من الفرقاء، رغم أنها كانت الأكثر جدية في بناء علاقة مع الجميع"، موضحة ان "العلاقة مع الحزب جيّدة تماماً كما هي العلاقة مع أي حزب آخر. هو حاضر في معظم النشاطات التي تُنظمها جامعة الروح القدس مثلاً. لا يوجد فيتو على أحد".