أكّد رئيس لجنة ​القدس​ في المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد أبو حلبية أن اسرائيل باعتداءاتها واقتحاماتها للمسجد الأقصى اقترفت جريمة حرب إسرائيلية جديدة وخطيرة بحق أقدس المقدسات في فلسطين، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر يشكّل انتهاكاً صارخا ومخالفا للمواثيق والأعراف الدولية التي نصت على ضرورة حماية دور العبادة في ظل الاحتلال.

وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، ​محمد فروانة​، أوضح أبو حلبية أن "إسرائيل" ضربت كافة القوانين والأنظمة والمواثيق الدولية بعرض الحائط من خلال هذه الاعتداءات المستمرة يومياً، مشيراً إلى أنّ سلطات الاحتلال فرضت منذ عامين أمراً واقعاً بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى حينما سمحت لأعضاء "الكنيست" الإسرائيلي والحاخامات اليهود ومجموعات المستوطنين باقتحامه يومياً منذ ساعات الصباح وحتى بعد ظهر كل يوم. وأضاف: "العدو الإسرائيلي يسير على طريقة فرض الأمر الواقع من خلال شرعنة ذلك بقرارات وقوانين حكومية إسرائيلية".

وفيما شدّد أبو حلبية على أنّ هذا المخطط مستمر، لفت إلى أنّ قوات الاحتلال الاسرائيلي تغلق كافة بوابات ​المسجد الأقصى​ وتحاول تفريغه من المصلين بعدما تعتدي عليهم بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز في ساحاته، الأمر الذي أدى أول أمس لإصابة أكثر من 110 فلسطيني من الرجال والنساء والمرابطين داخله.

تآمر عربي واضح

وفي سياقٍ متصل، اعتبر أبو حلبية وهو نائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن الأمر يحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية ومن قبل أحرار العالم من أجل وقف هذا الاجرام الاسرائيلي والعدوان المتواصل على المسجد الأقصى.

ولفت أبو حلبية أن القادة والحكام العرب ليسوا على مستوى الاهتمام في قضية القدس والاقصى "التي تمثل أهم ثابت لدى الأمة العربية والاسلامية"، مشيراً إلى أنّ "هؤلاء لا يهتمون لا من قريب ولا من بعيد بهذه القضية".

وأضاف: "حينما كان مؤتمر القادة العرب في ليبيا قبل سنوات اتخذوا قراراً بدعم القدس واهلها بخمسة ملايين دولار، ولم يجمع منها شيء حتى الآن، وكذلك في أواخر شهر آذار من العام 2012 حينما اتخذوا قراراً بشأن دعم القدس وصمود أهلها بخمسمئة مليار دولار، وإلى الآن لم يُرسل منها شيء".

وأكّد أبو حلبية أنّ ذلك يدل على أن هؤلاء القادة "متخاذلون وبعضهم متآمر ولا تعنيهم قضية القدس"، مشيراً إلى أنّ دور الحكومات العربية والاسلامية لا يقل خطورة عن هؤلاء القادة. وتابع: "هم يحاولون إبعاد الجماهير والشعوب العربية والاسلامية عن الاهتمام بقضية القدس والأقصى من خلال إشغال الشعوب بواقعها الآن واعتداء القادة وجيوشهم على شعوبهم كما هو موجود الآن".