أكد الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذوكس في ​القدس​ المحتلة، الأب ​عيسى مصلح​، أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الوضع العربي الراهن وما يحدث من إشكاليات وأزمات وحروب، وتمعن في قتل الفلسطينيين واعتقالهم وهدم منازلهم، وفرض مزيد من المضايقات والممارسات عليهم في مختلف الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى أن "إسرائيل" لديها سياسة واضحة وهي توهيد القدس من كافة النواحي الدينية والجغرافية والتراثية.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، اعتبر الأب مصلح أن "إسرائيل" تريد أن تجعل من فلسطين أرضًا بلا شعب، مشدداً على أن الضغط الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وممارسات الاحتلال القمعية واقتحام المستوطنين وأعضاء الكنيست اليهود، كلّ ذلك أدى إلى حالة الانفجار الموجودة الآن، والتي ترجمت من خلال الانتفاضة الشعبية.

ورأى الأب مصلح أنه من الضروري الآن ترتيب بيت الانتفاضة الداخلي، وإن لم يحدث ذلك فلن تستمر، في الوقت الذي لم يجد فيه الشباب أي مخرج إلا القيام بهذه الانتفاضة، بالتزامن مع اعتداءات المستوطنين وإعدام الشباب والأطفال في شوارع وأحياء القدس بدم بارد، فضلاً عن حملات المداهمة للمنازل وهدمها واعتقال آلاف الفلسطينيين.

وأضاف الأب مصلح: "علينا أن نستغل هذه الفرصة ونتحد، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية ​بنيامين نتانياهو​ يريد تهويد القدس من جميع النواحي وقمع الانتفاضة بكافة الأشكال".

في الاتحاد قوة

وعبّر مصلح عن أمله في أن ينتصر الفلسطينيون بهذه الانتفاضة الشعبية، قائلاً: "نحن شعب عريق لنا نضالاتنا وتاريخنا، وأنا كرجل أقول بصراحة نحن ليس أصحاب عنف وقتل، لكننا نريد الحق والعدل ونرجو أن يتحرك العالم العربي والإسلامي والمسيحي بعد كل ما يحدث لنا من إعدامات وقتل وهدم وترهيب".

ورأى الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذوكس في القدس المحتلة، أنه وأمام كل ما يحدث علينا كشعب فلسطيني أن نتّحد من أجل مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والعودة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية وإنهاء الانقسام من أجل البقاء على هذه الأرض الفلسطينية، واصفاً ما يحدث بصراع البقاء.

وأكّد الأب مصلح "أننا سوف نبقى معاً وسوياً مسلمين ومسيحيين، في خط الدفاع الأول حتى تحقيق آمالنا وطموحاتنا وأهدافنا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وتابع: "في هذه المرحلة اعتقد أنه يجب أن نكون عقلاء ونحاول ترتيب بيتنا الداخلي، لأننا بذلك نستطيع مواجهة حكومة إسرائيل، وما يقوم به نتانياهو من اجراءات تعسفية في القدس وفي مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة".