أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ​مصطفى البرغوثي​ أنّ ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتفاضة، هزّت منظومة الأمن الإسرائيلية وغيرت مفهومها من الأساس، لافتاً إلى أننا في بداية الانتفاضة، بالتزامن مع استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعدام الفلسطينيين، والقيام بمزيد من القتل والاعتقال والاجراءات والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، اعتبر البرغوثي أنّ هذه الانتفاضة حتى لو هدأت أو زادت حدتها، فهي تشكل حالة نوعية جديدة أدرك معها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس، أنه لا مجال للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإننا أصبحنا نعيش في مرحلة كفاح ونضال حقيقي، مشدداً على أنّ هذه الانتفاضة استطاعت أن تضرب الاحتلال في نقاط الضعف الأساسية وهزت من منظومته الأمنية.

وأوضح البرغوثي أن الانتفاضة الفلسطينية ألحقت خسائر اقتصادية تقدر بـ5.5 مليار شيكل شهرياً، لافتاً إلى أن هذه الخسائر لم يكن يتوقعها الاحتلال، وهو يؤثر في "إسرائيل" بشكل سلبي قوي، في ظل حديث أوساط إسرائيلية أن الانتفاضة أدت إلى زيادة تكلفة المصاريف الأمنية والعسكرية بشكل كبير، سيما في ظل استدعاء الآلاف من الجنود الإسرائيليين للخدمة في القدس وأرجاء الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب الحاجة إلى شراء الكثير من العتاد والتجهيزات العسكرية والأمنية اللازمة للعمل العسكري والأمني والاستخباري، إضافة إلى خسائر قطاع السياحة الذي تلقى ضربة قاسية في القدس المحتلة مع انخفاض الحجوزات الفندقية بنسبة وصلت إلى 50% منذ بداية شهر تشرين الأول الحالي.

الانتفاضة ستستمر

وفي سياق آخر، أقرّ القيادي البرغوثي بوجود تقصير فصائلي تجاه الانتفاضة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى قيادة فلسطينية وطنية موحدة، لافتاً إلى أنّ هنالك فرقًا بين "أناس مشاركين من القوى في الشارع الفلسطيني، وقوى آخرى تتحدث من بعيد وتعلق على الأحداث كأنها محرك سحري لها".

وأضاف البرغوثي: "إذا أردنا أن نحافظ عليها ونطورها يجب أن ننهي الانقسام، ونبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية والأهم إيجاد قيادة فلسطينية موحدة لهذه الانتفاضة".

وقلل البرغوثي من أهمية اللقاء المتوقع بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري ورئيس الحكومة الإسرائيلية ​بنيامين نتانياهو​ في العاصمة الأردنية عمان، مضيفاً: "لا يمكن التعويل على هذا اللقاء، كل ما سيفعله كيري هو محاولة انتزاع تهدئة مجانية من الجانب الفلسطيني وأتواقع أن لا أحد في الجانب الفلسطيني مستعد أن يعطيه تهدئة وفق ما يريد".

واعتبر البرغوثي أنه ليس لدى نتانياهو ما يقدمه، في الوقت الذي لا يريد أن يوقف الاستيطان ويوافق على مبدأ قيام دولة فلسطينية مستقلة، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في مختلف الأراضي الفلسطينية، لكن كل ما يريده هو الاستمرار في القمع الذي يقوم به وتصفية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وشدّد البرغوثي على أن الانتفاضة مستمرة، مشيراً إلى أن وتيرتها قد تهدأ وتنخفض، لكننا مبدئياً دخلنا في مرحلة جديدة اسمها الانتفاضة الثالثة، لافتاً إلى أنّ المطلوب فلسطينياً أن تستمر وينتهي الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" وأن ينأوا بخلافاتهم جانباً.