أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنّا عيسى أنّ ​عيد الميلاد​ في فلسطين أتى هذا العام حزيناً، ومختلفاً عن كل السنوات السابقة، خصوصاً بغياب الفرحة والبهجة اللتين تطبعان العيد عادة، واقتصار الاحتفالات على الطقوس الدينية فقط.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، أشار عيسى إلى أنّ بعض الاحتفالات المتعلّقة بإضاءة شجرة الميلاد أُلْغِيَت في مناطق عدة من الأراضي الفلسطينية نظراً لدقّة الأوضاع وإجلالاً للشهداء الذين سقطوا في الهبّة الشعبية وفي ظلّ استمرار الاعتداءات والاعتقالات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن هنالك شعورا أخويًّا إنسانيًّا ما بين المسلمين والمسيحيين تجاه ذلك.

وأوضح عيسى أن أعيادنا في فلسطين وخصوصاً عيد الميلاد هو بمثابة عيد وطني خاصة أن كل الشعب الفلسطيني يحتفل به، وأضاف: "رأيت الناس وهم يتبضعون حاجيات ومستلزمات العيد ،لكنني لم أر الابتسامة على وجوههم، وهذا المشهد يتكرر في مختلف الأراضي الفلسطينية".

شعور بالأسى

ولفت عيسى إلى أن الشعب الفلسطيني، ورغم قساوة هذه الأحداث، يعاني من ارتفاع معدّلات البطالة وازدياد نسب الهجرة نتيجة انغلاق الأفق السياسي وعدم تحقيق السلام، مشيراً إلى أنّ "الفلسطيني يتعذّب والعالم يتفرّج عليه، ويتلقّى وعودًا من هنا وهناك، وكلّها لا تتحقّق، حتى أنّ الناس استاءت من ذلك"، وقال: "نشعر بالأسى في ظل ضياع الأفق السياسي وتفاقم معاناتنا وعدم تحقيق السلام".

وشدّد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية على أنّ نسب الهجرة ارتفعت بسبب الأوضاع الصعبة في فلسطين، إذ أصبح عدد المسيحيين في غزة 700 فقط من أصل 4500 في عام 1994، وفي الضفة الغربية 38 ألف مسيحي، وفي القدس أصبح الرقم لا يتجاوز 4 آلاف، ما يعني أنّ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة لا يتجاوز اليوم 43 ألف مسيحي من أصل 4 مليون في السابق.

السلام مفقود

وفيما لفت عيسى إلى أنّ السلام مفقود في الأراضي الفلسطينية، وهناك فقر قاسٍ جداً، أكد أنّ الشهداء يضحّون بنفسهم نتيجة ممارسات الاحتلال القمعية والوحشية بحقهم، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يعذّب الفلسطينيين بشكل عام وينغّص حياتهم، دون أن ننسى كيف تشوّه إسرائيل سمعة الفلسطينيين أينما كان.

وأكد عيسى ان ما يحصل في مختلف الدول العربية والإسلامية لا يساعد الفلسطينيين، بل يؤثر عليهم بشكلٍ سلبي، ودعا العالم لإنصاف الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وأن يكون ضميره عادلاً تجاه ​القضية الفلسطينية​، لكنّه أردف قائلاً: "العدل الذي كنت أسميه في السنوات السابقة، ظهر على حقيقته وتبين أن لا أحد يقف معنا سوى الله".

وأشار عيسى إلى أن كل القرارات السياسية الإيدولوجية على المستوى الدولي حتى اللحظة شطبت القضية الفلسطينية من الأجندة الدولية.