استغرب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم سلهب النمط الذي يعتمده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في التعاطي مع الشأن الرئاسي واصراره على نفس الموضوع ومؤخرًا سعيه لدى "حزب الله" لاقناع رئيس التكتل العماد ميشال عون بالانسحاب من السباق الرئاسي، علمًا ان الجواب أتاه قاطعًا من الحزب بعدم امكانية التدخل لحثّ "الجنرال" على سحب ترشيحه او تغيير التكتيكات المعتمدة في العملية الرئاسية.
واعتبر سلهب، في حديث لـ"النشرة"، أن رؤية البطريرك الحالية للملف الرئاسي لا تساعد بتسريع عملية انتخاب رئيس للبلاد، وقال: "مع اننا نؤيد اصراره على وجوب ان تحصل هذه الانتخابات، إلا أننا لا نؤيده بالطريقة التي يدعو اليها لاتمام العملية الانتخابية".
الأمور تتعقد وتصعب
ورأى سلهب أن التطورات الحاصلة على صعيد العلاقات الايرانية – السعودية بعد إقدام السلطات السعودية على اعدام الشيخ نمر النمر "ستنعكس سلبا على لبنان خاصة وان الكل كان ينتظر تقاربا بين طهران والرياض لكسر حلقة الجمود الرئاسي، فاذا بالعلاقات تسوء بدل ان تتحسن.
وإذ رأى سلهب أنّ الامور تتعقد وتصعب بدل ان تتسهل ما يعني أنّه لا حل قريب لأزمة الرئاسة، حثّ جميع الأفرقاء على وجوب الانصراف لايجاد طريقة لادارة الأزمة من خلال تفعيل العمل الحكومي.
"التيار" مع تفعيل الحكومة!
ورجّح سلهب أن "يتكثف الضغط والدفع بعد السادس من الشهر الحالي باتجاه اعادة عجلة الحكومة الى الدوران لاقتناع معظم الفرقاء بأن الظروف الحالية لا تسمح بانتخاب رئيس وبأن ما يحصل يعقّد الأمور خاصة في ظل تعويل بعض الفئات على الوقت لتغيير المعطيات، علما ان الايام الماضية أثبتت ان ذلك ينعكس سلبا عليهم".
وأكد سلهب أن "التيار الوطني الحر" و"تكتل التغيير والاصلاح" يؤيدان تفعيل العمل الحكومي وفق الآلية التي كان متفقًا عليها منذ شغور سدة الرئاسة والتي تقول باتخاذ القرارات بموافقة أغلبية مكونات الحكومة، فمثلا اذا عارض مكونان مرسومًا ما يتم وضعه تلقائيًا جانباً ولا يتم السير فيه. وقال: "نحن لم نكن يوما سلبيين في هذا الموضوع، ولكن لا يمكن ان نعود الى طاولة مجلس الوزراء قبل الاتفاق على آلية العمل هذه". ولفت الى أنّهم ينتظرون أجوبة من الفرقاء الآخرين لتبيان مسار الامور في الايام القليلة المقبلة.
العلاقات ليست مقطوعة
وتطرق سلهب للعلاقة بين العماد عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، لافتا الى انّه قد لا يكون هناك تواصل مباشر بينهما الا ان العلاقات لا يمكن ان تكون مقطوعة بالكامل بين الرابية وبنشعي. وقال: "اصلا لا شيء يمكن ان يكون مقطوعًا نهائيًا بالعمل السياسي".
ولفت سلهب إلى أن "التيار" ينتظر التطورات المقبلة كي يحدد طريقة تعاطيه مع المبادرة التي تحدث عنها النائب فرنجية، مرجحا ان يسود التوافق قريبا ومجددا بين كل مكونات فريق 8 آذار.
