أنتمي الى جيلٍ ولد بعد اندلاع الحرب،

الى وطنٍ يعيش عصفورية تنقلب فيه المعطيات وقليلون يبقون ثابتين.

الى منطقة تم عزلها عن "المنطقة الشرقية" فلم يتسنَّ لنا معرفة "بيروت" الا بعد هزيمة المتقاتلين جميعاً.

كبرنا نسمع خطابات وطروحات وندفع ثمن رهانات ومغامرات فارغة الا من الدماء.

يختلفون فندفع الثمن، ويتفقون فيدفع الوطن الثمن.

قبل العام 1990 تآكل الجسم وسقط الهيكل، ومنذ العام 2005، ونحن حيث كنا، لا نتقدم خطوة.

ما هو محلل للبعض ممنوع على الآخرين.

يختلفون ويتفقون، ومن ثم يتباعدون ويتقاتلون ويدفع الجميع ثمن قتالهم.

يغيبون ويعودون ويريدون إقناعنا أنهم توافقيون وعلينا نحن واجب تصديقهم. وفي حال السؤال او مجرد الحذر نصبح خائنين.

بعضهم بنى مجده على تخويف المسيحيين من المسلمين، ونظّر لفلسفة الاختلاف والمجتمع التعددي، فإذ به في العام 2005 يهجر فلسفته ويريدنا أن نصدق شعاراته الجديدة في حب الآخر، وها هو اليوم يعود الى حيث كان. فأي شخصية من شخصياته نصدق؟

وبعضهم بنى سياسته للوصول الى الرئاسة، وهذا حقه، إنما ما هذه طريق الرئاسة. الإلغاء أثبت فشله.

لم تعد سياسة التهويل تنفع. لا، لن نقبل أن نساق للذبح دون أن نقاوم.

لن نبصم على توافق هجين سيسقط بعد حين لا محال.

لا يصنع السلام من تسبب بالحرب.

اشرحوا لنا، دعونا نناقش وبعدها، نرى.

قبل ذلك لا بصم على مخطط يهدف الى اغتيالنا من جديد.

عندما نستمع منكم لتقييمكم "للمارونية السياسية" واسباب فشلها، نرى.

عندما نستمع منكم لأسباب عدم اتفاقكم في اواخر التسعينات، نرى.

عندما نستمع منكم لحجج رفض بعضكم للاتفاق الثلاثي وقتاله رفاقه لاسقاطه، ومن ثم تقاتلكم لتطبيق الطائف بعد 3 سنوات وهو أسوأ على المسيحيين، ومن ثم رفضكم لتطبيقه، ومن ثم دعوة بعضكم لتعديله، ومن ثم توافقكم على السير به، نرى.

عندما نستمع منكم للحجج التي دفعت بعضكم لسحب كتاب "الإبراء المستحيل" من التداول حين افتكرتم أن طريق بعبدا سوف يعبدها أمامكم "تيار المستقبل"، نرى.

عندما نستمع منكم لماذا تراجع بعضكم من على باب المجلس النيابي عن تعهده بإقرار مشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، نرى.

عندما نستمع منكم لفحوى تحالفكم الجديد وأهدافه وامتداداته، نرى.

عندما نستمع منكم للأسباب التي دفعتكم لرفض السير بانتخاب أحد الأقطاب الاربعة وهو سليمان فرنجيه الذي توافر في ترشيحه دعم أكثرية سنية وشيعية ودرزية، ونقضتم توقيعكم في بكركي وكسرتم التزامكم، نرى.

عندما نستمع منكم لحجتكم في إجبار سليمان فرنجيه على انتخاب أحدكم وهو حتى لو صوت له فرنجيه لن يصل في حين ان فرنجيه يصل حتى لو لم تصوتوا له، نرى.

عندما نستمع منكم لسبب وضع شروط على ترشيح سليمان فرنجيه وابتداع "سلة" لم نسمع فيها يوم رشح أحدكم للآخر، نرى.

عندما نستمع منكم لأسباب اتهام سليمان فرنجيه بأنه تنازل حين التقى برئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري (وهذا طبيعي) وباع القضية والخط، في حين ان لقاءاتكم بالحريري طبيعية وتعتبرون اتفاقكم فيما بينكم واجب مسيحي، نرى.

عندما نستمع منكم للقانون الانتخابي القابل للإقرار في المجلس كشرط وضعتموه على سليمان فرنجيه قبل انتخابه، نرى.

عندما نستمع لكل ذلك، ونصدقكم، نرى.

والى سليمان فرنجيه، أتوجه اليك، أنت صاحب الحق، الى حين يثبت غيرك أنه محق أيضاً، والى هذه اللحظة هو عاجز، فلا تسمح بقتلنا. أنت لم تراهن بنا يوماً ولم تقاتل بنا يوماً، فأنت كما أنت كنت وستبقى.

لقد قلت نرى، كونه في المرة الأولى كنا نيام، وقتلنا غدراً. أما اليوم، لن تغمض لنا عين قبل أن نرى.

* قيادي في "تيار المردة"