أكد رئيس تحرير مجلة الأمن العام العميد ​منير عقيقي​ أن "أهمية دور الإعلام منذ بداياته الأولى وصولا إلى أهميته كمحور أساسي ونقطة تقاطع لمختلف القضايا الأساسية وإزدياد أهميته على مختلف الصعد"، مشيراً الى ان "مفهوم الأمن المعاصر بكونه أحد أهم المفاهيم العامة بسبب إرتباطه المباشر بحياة الأفراد والجماعات وكرامتهم والدولة وسلامة الحياة المدنية وإستمرارها، فالتحديثات التي حصلت على مفهوم الأمن جعلته مسؤولية عامة بإعتباره مهمة محددة لجهاز أمني يشكل مثالا لأهم واجهات السيادة للدولة وشريكا رئيسيا في ضمان السيادة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي والحرية الإنسانية".

وفي كلمة له خلال ندوة بعنوان "مفهوم الإعلام الأمني ودوره في المجتمع" جامعة بيروت العربية - فرع طرابلس، من تنظيم جمعية "أصدقاء قوى الأمن في لبنان الشمالي"، أوضح عقيقي ممثلاً مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، "أننا أيقنا في المديرية العامة للأمن العام ومنذ إنطلاقة المجلة وبتوجيهات اللواء عباس إبراهيم أن الأمن إتخذ أبعادا عامة وتوسعت مجالاته إلى الكثير من الميادين، لذلك كان للمدير العام سلسلة مقلات إفتتاحية تناولت الأمن الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والمعلومات والأمن المناخي والدولي والإقليمي والبيئي، وهكذا فإن العلاقة بين الأمن والإعلام هي عضوية نظرا للدور الذي يلعبه الإعلام وتأثيره في دعم نشر المعرفة الأمنية ويساعد عمل الأجهزة الأمنية على جميع المستويات بل أنه أصبح صاحب الدور الأكبر في التوعية في كافة الملفات ويؤثر في قدرات الدولة السياسية من خلال الشرح والتحليل للقضايا التي تهم المواطن".

ولفت الى أن حرصنا في الأمن العام بشكل عام وفي المجلة بشكل خاص على توفير التوازن في تكثيف المعلومات بالإضافة إلى الدقة والوضوح وعدم إستخدام ألفاظ أو جمل تقبل تأويلا وتفسيرات متعددة والتشدد على إحترام عقل القراء وعاداتهم وتقاليدهم وقيم المجتمع ومفاهيمه"، مشددا على "الإشكاليات ومنها الإفصاح والسرية والملائمة بين ما يمكن الإفصاح عنه وما يجب حجبه وكذلك ما يتعلق بمتطلبات تحقيق الأمن وما قد يؤدي في بعض الظروف إلى تقييد الحريات الأمر، الذي يتعارض أحيانا مع الأسس التي تقوم عليها النظم الديمقراطية ذلك أن الأولوية المرتبطة بالإستقرار يجب أن تخدم الإعتبارات الأمنية، كما تناول إشكالية الأحكام المسبقة وعدم وضوح مفهوم الإعلام الأمني لدى أحد الجهات ذوي العلاقة ببناء هذا المفهوم وضعف الإمكانات المتاحة أمام القائمين على الإعلام الأمني وإشتداد المنافسة بين وسائل الإعلام المختلفة بحثا عن الإنتشار الأوسع".

وبدوره، أكد العقيد الركن الياس الأشهب متحدثاً بإسم مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص إتساع أهمية الإعلام الأمني ودوره في مواجهة الإرهاب ومكافحة الجرائم على مختلف أنواعها وأشكالها، موضحا أنه "لا شك أننا نمر بمرحلة مصيرية مليئة بالإضطرابات والحروب والمنازعات التي تنعكس حكما على أمن الأوطان الأمر، الذي يستدعي المزيد من اليقظة والجهد الإعلامي للاضاءة على الأحداث ولنشر المعلومات التوجيهية بما يحصن المجتمع من الشرور المحدقة به".

وأوضح الأشهب أن "المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تولي أهمية بالغة للإعلام الأمني من خلال النشرات والكتيبات الإرشادية ومن خلال مجلة "الأمن" التي لي شرف رئاسة تحريرها مع شقيقتها مجلة" الدراسات الأمنية" التي تعنى بالأبحاث الأمنية والإستراتيجية، ومجلة" فتى الأمن" التي تعنى بتنشئة الجيل الصاعد وتزويده بالتربية الوطنية والأخلاقية".

وأشار الى "اننا بلا شك وبتوجيهات من اللواء بصبوص نضيىء على كل نشاطات وحدات وقطاعات المؤسسة، فضلا عن المؤتمرات والدورات التدريبية والتثقيفية مع مواكبة أحدث الإبتكارات في عالم التكنولوجيا والأسلحة بهدف زيادة معلومات رجل الأمن وكذلك المواطن في إطار ترسيخ مفهوم الشرطة المجتمعية".

من جهته أكد العميد الركن علاء الدين ناجي ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، ان " اللقاء اليوم يكتسب أهمية خاصة ومميزة سواء بالنسبة إلى الجيش والأجهزة الأمنية أو بالنسبة إلى المجتمع المدني، كون هذا اللقاء الأخوي يعبر في دلالاته ومعانيه عن الثقة بدور مؤسساتنا العسكرية والأمنية، ويؤكد الإرادة المشتركة في إقامة المزيد من جسور التواصل بين هذه المؤسسات واللبنانيين جميعا بأوساطهم الشعبية ونخبهم الفكرية والثقافية والإجتماعية وما يضفي المزيد من المشاعر الوطنية على لقائنا هذا، هو إنعقاده في مدينة طرابلس وهي النجمة الشمالية على خد الوطن والقلب النابض لمنطقة الشمال الأبية التي شكلت بدورها ولا تزال خزان الجيش البشري ومقلع شهدائه الأبطال الذين لونوا بدمائهم القاتية خارطة الوطن من أقصاه إلى أقصاه".

ولفت ناجي الى أن "مبادرتكم إلى تكريم الإعلام العسكري والأمني المقروء هي في الحقيقة تكريم منكم ولكم، فكما يمثل هذا الإعلام جزءا من مؤسساتنا ووجها من وجوه إطلالاتها الحية على المجتمع اللبناني، كذلك تمثل هذه المؤسسات وفي مقدمها الجيش شريحة واسعة من الشعب اللبناني بحضوره وآماله وتطلعاته وإرادته النهائية في التآخي والعيش المشترك حتى الإنصهار والحفاظ على لبنان سيدا حرا مستقلا ونقطة إشعاع حضاري وثقافي للانسانية جمعاء"، مشيراً الى أن إعلام الجيش المتمثل بمديرية التوجيه آل على نفسه وبتوجيهات مستمرة من قهوجي أن تكون كلمته كلمة مسؤولة ذات مصداقية لا لبس فيها، كلمة موحدة جامعة تنبع من المسلمات والثوابت الوطنية التي قام عليها لبنان، كما من المناقبية العسكرية والقيم العليا للمجتمع اللبناني، كلمة واضحة لا تقبل معانيها التأويل والإجتهاد ولا تتلون مع تبدل الظروف، كلمة تساعد بقدر المستطاع على تعزيز دور الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الإنتظام العام في البلاد، كلمة تسهم في توعية المواطنين وطمأنتهم خلال الأحداث والأزمات وفي نشر المعرفة والثقافة لدى أكبر شريحة منهم، وفي إختصار هي كلمة أبيضها نقي كالثلج، أخضرها دائم كالأرز، وأحمرها صادق كدم الشهادة".