واصل وفد هيئة التنسيق للقاء الأحزاب و القوى الوطنية زيارته للصين، والتقى في العاصمة بكين نائب رئيس دائرة التنظيم للحزب الشيوعي بيغ، والمسؤول في وزارة الخارجية المشرف على ملف الشرق الأوسط زانغ، حيث جرى التداول في تجربة الحزب الشيوعي لناحية البناء الحزبي، و التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط و موقف الصين إزاء القضايا الساخنة فيها.

وعرض بيغ في لقاء مع وفد الأحزاب اللبنانية "تجربة الحزب الشيوعي التنظيمية منذ انتصار الثورة الصينية وحتى اليوم"، مؤكدا "القيام باختيار الكوادر بصراحة في إطار مقاييس ترتكز على النوعية و التحلي بالمسؤولية والنزاهة والكفاءة والإنتماء الوطني".

ولفت إلى "وجود لجان تشرف على اختيار المرشحين لمواقع المسؤولية في الدولة وفق شروط تضمن نقاوتهم و سمعتهم الجماهيرية و سجلهم الشخصي الخالي من الشوائب"، مشيرا إلى "التشدد في مكافحة الفساد و محاسبة أي مسؤول يخرق القوانين، وصولا إلى طرده من الوظيفة، والحكم عليه بجريمة الفساد"، مشددا على "أهمية الإرتباط مع الجماهير"، مؤكدا أن "الحزب الحاكم إنما يحكم بقوة الحق والشخصية في إطار الأساليب السليمة"، مشيرا إلى "وجود لجنة رقابة جوالة في جميع مؤسسات الدولة و الدوائر الحزبية".

و أكد بيغ أن "الحزب الشيوعي في الصين يتميز عن بقية التجارب الشيوعية في العالم لكونه يتعامل مع الأوضاع بحسب الظروف القائمة لأن الهدف الأساس بالنسبة إليه هو خدمة الشعب"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد حصانة للمسؤولين والأعضاء الحزبيين فالجميع أمام القانون، وإنه لا خوف من الإنفتاح على الحضارة الغربية لأن الأسواق ليست سوى وسيلة لتطوير الإقتصاد، والأساس ليس نسبة الخطط و السوق، بل الملكية التي ستبقى ملكية عامة باعتبارها الركن الأساسي للحفاظ على النظام الإشتراكي واعتماد مبدأ التوزيع حسب العمل، و بهذه العناصر يتم ضمان العدالة".

ثم إلتقى وفد الأحزاب بالمسؤول في وزارة الخارجية المشرف على ملف الشرق الأوسط السيد زانغ الذي تحدث عن العلاقات اللبنانية الصينية منذ القدم، وصولا إلى أيامنا الراهنة، مستوفيا الزيارات للمسؤولين اللبنانيين للصين، و أهمية لبنان في منطقة الشرق الأوسط رغم صغره.

وشدد على "أهمية استمرار التنسيق و التعاون بين البلدين"، لافتا إلى "التزام لبنان بعلاقات طيبة مع الصين"، منوها "بموقف الحكومة اللبنانية تجاه قضايا تايوان والتيبت والنزاعات بين الصين والدول الغربية بما يخص حقوق الإنسان على الرغم من الضغوط التي تعرض لها لبنان".

وتمنى زانغ أن "يستمر لبنان في الوقوف إلى جانب الصين في الدفاع عن وحدتها و عدم الإعتراف بمحاولات فصل تايوان عنها".

و أكد أن "الصين تؤيد موقف لبنان العادل لإستعادة أراضيه المحتلة وتؤيد مقاومته لحماية سيادة لبنان على كامل أراضيه وتشجب الإعتداءات الإسرائيلية عليه و تدعم موقفه في مجلس الأمن".

ولفت زانغ إلى أن "الصين تلتزم سياسة احترام سيادة الدول و عدم التدخل في شؤونها الداخلية"، متمنيا من "جميع القوى اللبنانية أن تغلب المصلحة العليا للدولة اللبنانية لحل الأزمة في البلاد و انتخاب رئيس جديد للجمهورية للحفاظ على الأمن و الإستقرار وإعادة النشاط السياسي والإقتصادي للبلاد".

وتطرق زانغ إلى" الوضع في سوريا"، مشيرا إلى أنه "يشهد الأن نوعا من الإنفراج"، متمنيا أن "ينعكس ذلك إيجابا على لبنان"، لافتا إلى أن "العالم يتجه إلى نظام متعدد الأطراف وهو في طريقه للظهور، لأن أغلبية شعوب العالم تطلب السلام والتنمية وإصلاح الآليات الدولية وضرورة وضع نهاية لنظام الأحادية القطبية".

وشدد على "موقف الصين الداعم لحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط على أساس الحوار و أن التنمية هي الحل الجذري للمشاكل و ابتعاد الشباب عن التطرف"، لافتا إلى "وقوف الصين إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني واعتبار القضية الفلسطينية هي الأساس وإن حلها حلا عادلا هو السبيل لحل أي قضية أخرى في المنطقة".

وحول الأزمة السورية، أكد زانغ أن "الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر لأن الحرب لا مصلحة لأحد فيها"، آملا "نجاح الحوار السياسي"، مشددا على "الإلتزام بمبدأ احترام السيادة و المبادئ الدولية التي لا تسمح لأي جهة أن تحدد مصير الشعب السوري"، رافضا "بشدة التدخل في الشؤون الداخلية لسورية و لافتا إلى أن وجهة نظر الصين ثبتت صحتها بدعم العملية السياسية"، مشددا على "استعداد الصين للمشاركة في إعادة إعمار سورية بعد انتهاء الحرب".

بدوره، أكد منسق لقاء الأحزاب و القوى و الشخصيات الوطنية اللبنانية بسام الهاشم في اللقاءين، أن "التجربة الحزبية للحزب الشيوعي تشكل نموذجا يحتذى"، لافتا إلى "التحديات التي تواجهها الدول العربية و لبنان و خصوصا العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري فهما وجهان لعملة واحدة"، مؤكدا أن "إسرائيل التي هزمت مرات عديدة أمام المقاومة في لبنان وفي قطاع غزة لم تعد تستطيع تحقيق ما تريد عبر العدوان، فلجأت إلى محاولة تأليب العرب ضد بعضهم البعض، ودفعهم إلى التصارع فيما بينهم من أجل الحفاظ على سيطرتها".

ولفت الهاشم إلى أن "محور المقاومة المتمثل بسوريا وإيران والمقاومة في لبنان قد استطاع عبر الدعم الروسي من خلال التغطية الجوية من تغيير المعادلة"، مؤكدا "الإعتزاز بالعلاقة مع الصين و الإستعداد لتطوير العلاقات معها في مجالات كافة".