فيما أصدر القاضي المنفرد الجزائي ​وائل صادق​ قراراً بإخلاء سبيل الموقوفين ‏السبعة بقضية مكاتب صحيفة "الشرق الأوسط" مقابل كفالة مالية قدرها 800 ألف ‏ليرة لبنانية، قررت محكمة الاستئناف برئاسة القاضية ​ندى دكروب​ الإفراج عن ‏المدّعى عليهم بحق أي من دون كفالة مالية باستثناء الموقوف بيار نقولا أبو ضاهر ‏الذي أفرجت عنه المحكمة لقاء كفالة مالية لكون الأخير لم يطلب كباقي رفاقه إلغاء ‏قيمة الكفالة‎.‎

وقد غادر المدعى عليهم "محمد محمود حرز، وعلاء جمال حسين، وحسين على ‏ناصر الدين، وبلال فواز علوه، وحسن بديع قطيش وبيار كليم حشاش" نظارة ‏قصر العدل في بيروت مساء أمس الإثنين بعد 10 أيام على توقيفهم في هذه ‏القضية، على أن يمثلوا لاحقًا أمام القاضي المنفرد لمحاكمتهم حضوريًا.‏

لكن كيف تحوّل قرار إخلاء السبيل لقاء كفالة مالية إلى قرار اخلاء السبيل بِحَقّ؟

في هذا السياق، توضح موكّلة عدد من المدعى عليهم المحامية ماريانا برّو، في ‏حديث لـ"النشرة"، أن "المادة 113 من قانون أصول المحاكمات الجزائية تنص ‏على أنه "إذا كانت الجريمة من نوع الجنحة وكان الحد الأقصى للعقوبة لا يتجاوز ‏الحبس مدة سنتين، وكان المدعى عليه لبنانيًا وله مقام في لبنان، فيخلى سبيله بحقّ ‏بعد انقضاء خمسة أيام على توقيفه، شرط ألا يكون محكومًا سابقًا بعقوبة جرم شائن ‏أو بعقوبة حبس لا تقل عن السنة ويتعهد المُخلى سبيله بحضور جميع معاملات ‏التحقيق وإجراءات المحاكمة وإنفاذ الحكم"، وبالتالي ينص القانون على اخلاء سبيل ‏الموقوفين بحقّ وليس مقابل كفالة مالية كما كان مقرراً.‏

وتلفت برّو إلى أن "الكفالة المالية التي أقرها القاضي صادق كانت مرتفعة نظراً ‏للتهمة علماً أنه في قضايا الجنح تتراوح الكفالة من 200 إلى 300 ألف"، مؤكِّدة ‏أنه "في ملف الدعوى لم تقل الجهات المتضررة أن الموقوفين قد اعتدوا على ‏ممتلكات الصحيفة بل أكدت أن الشبان فقط رموا الصحف أرضًا".‏

وعن طلب الإستئناف، توضح برّو أنه "عندما صدر قرار الكفالة المالية، لاحظنا ‏خرقاً واضحاً للقانون وللمادة 113 لذا طالبنا بالإستئناف نحن والجريدة"، معتبرة ‏أن "قبول طلب استئنافنا هو انتصار للحق وللقانون"، وموجهة التحية للقاضية ‏دكروب "التي أنصفت معتقلي العلم وأخلت سبيل الموقوفين بحق من دون كفالة ‏مالية".‏

رغم اخلاء سبيل الموقوفين بحق بعد أن احتجزوا لما يقارب العشرة أيام، ورغم ‏اتخاذ القضاء مساره في هذا الملف، يبقى ملف محاكمة صحيفة "ألشرق الأوسط" ‏على تحقير العلم اللبناني بعيداً عن سكّته الصحيحة.‏

وفي هذا الصدد، تعتبر المحامية برّو أن "ردة فعل الشبان كانت على فعل ‏مرفوض"، مستنكرة عدم تحرك القضاء حتى الآن في قضية الرسم الكاريكاتوري.‏

إذا سلك ملف الموقوفين في ملف صحيفة "الشرق الأوسط" مساره القانوني وأخلي ‏سبيلهم بحق دون دفع أي كفالة مالية. لكن، إلى متى ستبقى الدولة اللبنانية مستباحة ‏أمام "الأقلام" التي لا تعرف التمييز بين حرية التعبير واحترام سيادة البلدان ‏الأخرى؟ ‏