استبعد رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض ​هيثم المالح​ أن تكون ‏الجولة الثالثة من المفاوضات التي انطلقت في جنيف "مفصلية"، معتبرا أن المبعوث ‏الدولي ​ستيفان دي ميستورا​ يسير بمخطط موسكو، "وهو على ما يبدو سيبدّي ‏موضوع تشكيل لجان تبحث بشكل الحكم والدستور السوري المستقبلي على النقطة ‏الأساسية التي نتطلع اليها اي هيئة الحكم الانتقالية".‏

وأوضح المالح في حديث لـ"النشرة" أن "مجلس الأمن أبلغ دي ميستورا بعد عرضه ‏تقريره الأخير عليه بوجوب عدم وضع الهيئة المذكورة كأولوية على سلم مفاوضات ‏جنيف لأنّ النقاش فيها لم ينضج بعد، داعيًا اياه للاستعاضة عنها بتشكيل اللجان ‏المتخصصة.‏

دي ميستورا يتأرجح

وشدّد المالح على ان "المعارضة لن تقبل بالحياد عن اولوية هيئة الحكم الانتقالية ‏التي تحدثت عنها كل القرارات الدولية والتي كان يجب أن يسبقها خطوات بناء ثقة ‏لم يكترث لها النظام السوري الذي يتمادى بضرب هذه القرارات عرض الحائط ‏ليثبت بذلك أنّه نظام مارق"، معتبرا ان الرئيس السوري بشار الاسد و"عصابته ‏الحاكمة فقدوا شرعيتهم تماما حين أطلقوا النار على الشعب السوري مصدر ‏السلطات". وأضاف: "ان كانت المفاوضات التي نشارك فيها لا تضمن الانتقال من ‏كنف دولة ديكتاتورية الى دولة ديمقراطية فما نفعها؟"‏

واستهجن المالح التصريحات المتواصلة للاسد ووزير خارجيته وليد المعلم ولمسؤولين ‏ايرانيين والتي تتعاطى مع استمرار الاسد في منصبه كـ"خط أحمر"، مشيرا الى ان ‏دي ميستورا "يتأرجح بين شروط طهران وشروط موسكو، علما انّه يسعى أصلا ‏للنجاح بمهمته لتحقيق انجاز على المستوى الشخصي باعتبار ان آخر ما يعنيه ‏وضع حد للمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري بشكل يومي".‏

الانتخابات منتهى السخافة

واعتبر المالح أن موسكو واضحة جدا بتعاطيها مع الملف السوري بخلاف واشنطن ‏التي أثبتت أنّها لا تمتلك استراتيجية واضحة للتعامل مع الملف، لافتا الى أنّه "لا ‏يستبعد ان تعقد الولايات المتحدة اتفاقا مع ​روسيا​ من تحت الطاولة بشأن سوريا ‏خاصة في ظل المعلومات المتداولة عن ارسال موسكو مشروع دستور الى واشنطن ‏لتتم دراسته". واضاف: "وكأن الشعب السوري الذي قتل عشرات الآلاف منه وشرد ‏الملايين ودمر 70% من بلده قد يقبل بمهزلة مماثلة يقودها (وزير الخارجية ‏الروسي) ​سيرغي لافروف​ ورفيق دربه (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري".‏

ووصف المالح الانتخابات النيابية التي جرت في سوريا بـ"الأمر المعيب ومنتهى ‏السخافة"، لافتا الى انّه "حتى قبل الأزمة لم نكن نشهد انتخابات حقيقية باعتبار ان ‏ما كان ينتج عنها مجالس مصنّعة على مقاس النظام". واضاف: "ما يسعى الأسد ‏لقوله من خلال الانتخابات أنّه لا يزال يمسك بالدفة في سوريا علما أن ايران هي ‏التي تقود سوريا عسكريا بـ160 الف مقاتل"، كاشفا أن "حراس الأسد الشخصيين هم ‏حاليا من الايرانيين والروس لأنّه لم يعد يثق بالسوريين وحتى أولئك الذين من ‏طائفته".‏