تواصلت التحقيقات لكشف ملابسات جريمة اغتيال أمين سر حركة «فتح» في ​مخيم المية ومية​ العميد ​فتحي زيدان​ جراء تفجير سيارته بعبوة ناسفة زرعت في داخلها في صيدا الثلاثاء الماضي، وسط معلومات تحدثت عن الوصول إلى أكثر من طرف خيط يمكن أن يوصل إلى من يقف وراء الجريمة وكشف الأهداف التخريبية.

وفي هذا الإطار، عقد «مجلس الأمن الفرعي» في الجنوب اجتماعا طارئا برئاسة محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، بمشاركة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في الجنوب في مكتب المحافظ في سراي صيدا الحكومي.

وتداول المجتمعون في الأوضاع على صعيد منطقة الجنوب عموما وصيدا ومنطقتها بشكل خاص، وتوقفوا مطولا عند الوضع في مدينة صيدا وفي مخيمي عين الحلوة والمية ومية في ظل جريمة التفجير التي استهدفت مؤخرا المسؤول في حركة «فتح» فتحي زيدان.

وأكد المجلس «متابعة التحقيقات في هذه الجريمة وعلى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز التنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ودعوة القوى الفلسطينية إلى اتخاذ التدابير التي تحفظ امن مخيماتهم من أي استهداف لها أو من خلالها للاستقرار والسلم الأهلي اللبناني».

واطلع المجلس من المحافظ ضو على «المراحل التي قطعتها التحضيرات الإدارية واللوجستية للانتخابات البلدية والاختيارية، كما جرى البحث في الخطة الأمنية لمواكبة هذا الاستحقاق».

وفي هذا الإطار، استقبل سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، عضومجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور بهاء أبو كروم موفدا من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، ناقلاً للسفير دبورواجب العزاء من النائب جنبلاط بالشهيد العميد فتحي زيدان، ومؤكداً «على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المخيمات والجوار».

وأكد السفير «على الموقف الفلسطيني بتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية ومثمنا الثقة التي تجمعهما».

كما استقبل السفير دبور وأمين سر حركة «فتح» فتحي ابو العردات،أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، معزيا بالشهيد زيدان.

وثمّن العميد حمدان «الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المخيمات»، معتبراً «أن «فتح» مستهدفة من خلال هذه الأعمال الإجرامية المتتالية ضدها، لدورها في الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني والعمل الفلسطيني الموحد وحماية الوجود الفلسطيني في لبنان».

وقدّر السفيردبور مواقف العميد حمدان «الملتزمة بدعم القضية الفلسطينية»، مشدّدا على أن «مخيماتنا ستبقى رغم كل ما تتعرض له من تآمر عصية على الكسر، وان الاستهداف لن يزيدنا إلا إصرارا على حماية شعبنا ومشروعنا الوطني».

وتلقّى دبور اتصالا هاتفيا من السفير العراقي في لبنان على العامري معزيا باستشهاد زيدان، ومدينا للجريمة النكراء.

كما تلقّى برقية تعزية من السفير الجزائري احمد بو زيان، معزيا بالشهيد زيدان.

بدوره، تقدّم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بالتعازي من الرئيس محمود عباس وحركة «فتح» وأركان السفارة الفلسطينية في بيروت ومن المخيمات وأهلنا الفلسطينيين المسالمين كافة بالتعازي بالعميد زيدان.

واعتبر ارسلان «أن المطلوب من الفلسطينيين العودة إلى الأمن الذاتي المطلق بعد ان اختاروا لأنفسهم طريق التعايش مع الشرعية اللبنانية، وهذا ما لا يناسب من يسعى إلى زجهم من جديد في أتون أزمات المنطقة على قاعدة التطرّف المذهبي وذلك على حساب أولوية القضية المركزية وتكريس مبدأ حق العودة،معرباً عن أسفه «لاستهداف صيدا في أمنها واستقرارها بعد أن تجاوزت محنة التطرّف في السنة الماضية ووضعت حداً مع الجيش اللبناني لأخطر الخلايا»، ومؤكدا أن الوفاق الصيداوي أهم من أن تهزه المشاريع المغرضة راجيا أن يتحرك القضاء بأسرع ما يمكن لكشف ملابسات الجريمة المستنكرة وإنزال أشد العقوبات بالمسؤولين عنها بعيداً عن الاستنسابية ومحاولات طمس الحقائق».

وأدان منسّق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود «اغتيال العميد زيدان في صيدا، آملا «أن تتوصل التحقيقات الى كشف هوية المخططين والمنفذين».

كلام حمود جاء خلال تفقده موقع الانفجار عند مستديرة الاميركان في صيدا، يرافقه منسق دائرة صيدا أمين الحريري، وعضو المنسقية احمد حجازي، ومسؤولا التيار في منطقة التعمير رياض الدادا وعبد القادر عفارة، حيث زار الوفد منزلاً تضرر جراء التفجير والتقى قاطنيه، وجال على بعض المؤسسات الصناعية والتجارية المحيطة بالمكان مهنئا إياهم بالسلامة .

وقال حمود: «نترحم على الشهيد فتحي زيدان الذي قضى بانفجار إرهابي استهدفه واستهدف البلد وعين الحلوة، ونحن ندين هذا العمل ونستنكره بشدة، ونأمل أن تكون هناك بوادر لكشف من وضع المتفجرة ومن خطط ، وان تتوصل التحقيقات إلى نتيجة حتى يتم معرفة من الذي يعبث بأمن البلد وامن عين الحلوة ومن وراء - إذا صح التعبير- الطابور الخامس الذي يستهدف المدينة، ومن ثم يستهدف لبنان والعيش المشترك بين إخواننا الفلسطينيين واللبنانيين».

وختم حمود: «إن هذا مسلسل بدأ داخل المخيم وحاولوا نقله إلى الخارج لشق الصف واللحمة اللبنانية الفلسطينية، وطبعا إخواننا الفلسطينيون ونحن في لبنان نتمتع بقدر كبير من الوعي والحكمة حتى نتخطى هذه المرحلة، رحم الله تعالى الشهيد زيدان، ونسأله الصبر لعائلته الصغرى وعائلته الكبرى «فتح» والسلامة لأهلنا في المدينة ومخيماتها».

إلى ذلك، قامت وفود عديدة من الفصائل والأحزاب والقوى السياسية اللبنانية والفلسطينية ورؤساء بلديات ومخاتير عدّة بلدات من مدينة صيدا والجوار ووفود جماهيرية من المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية واللبنانية بتقديم واجب العزاء بالشهيد زيدان، في مخيم المية ومية.

وكان في استقبال المعزين والوفود أمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وقيادة المنطقة والمكاتب الحركية وشعبة المية ومية وأسرة الشهيد.