تعيش بلدة سن الفيل المتنية مع إقتراب الإنتخابات البلدية أجواء من نوع آخر ‏جاءت نتيجة إختلاط الأوراق وتغيير التحالفات التي أوصلت في الماضي نبيل ‏كحّالة الى رئاستها، خصوصاً وأن أحداً من المنافسين للأخير لم يكن يستطيع على ‏مرّ الزمن الدخول الى عائلات كبرى أساسية داعمة له "فوحده الريّس بمون"، إلا ‏أن الحال إختلف هذه الدورة فلم يعد يملك الأخير في جيبه مفتاح تلك العائلات. ‏

بهذا الكلام، يختصر مصدر مطّلع على سير المعركة في البلدة المشهد، لافتاً الى أن ‏‏"سن الفيل تتنفّس هواءً من نوع آخر هذه الأيام معدعم العونيينفي البلدة والقوات ‏اللبنانية إضافة الى عدد كبير من العائلات للائحة التي يرأسها رئيس الديوان بنقابة ‏المحامينجوزيف شاوول​".‏

في العام 2010، خاض العونيون ​الانتخابات البلدية​ وحدهم الى جانب اللائحة التي ‏رأسها شاوول، والرقم الذي حُصد في صناديق الاقتراع كاف للإنطلاق نحو خوض ‏أيّ معركة، هذا ما يؤكده المصدر عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "موازين القوى ‏إختلفت في البلدة بين الإنتخابات البلدية الماضية والتي مزمع أن تجري حالياً". ‏ويشير الى أنه "وفي العام 2010 دعمت العائلات الكبرى في سن الفيل كالخازن، ‏الغزال وعازار وغيرها لائحة ​نبيل كحالة​ في مقابل اللائحة المنافسة". ويتابع: ‏‏"الوضع إختلف هذه الدورة فتلك العائلات التي حرمت لائحة "التيار" آنذاك ‏من أصواتها إنضمّت الى اللائحة التي يرأسها جوزيف شاوول حاليا عبر إنضمام ‏رجل الأعمال طوني الخازن إليها، إضافة الى ترشيح رئيس ‏رابطة آل الغزال أنطوان الغزال إبنته كريستين، كما وجود مرشحين من عائلة ‏عازار وفرح وغيرها من العائلات". وهنا يشدّد المصدر على أن "بهذه الخارطة ‏من العائلات تخاض أعتى المعارك الرابحة".‏

أما في شوارع جسر الباشا وهي أحد أحياء سن الفيل الأربعة والتي يطالب سكانها ‏ببلدية مستقلّة نظراً لعدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب وللإيرادات التي ‏تدخل من المنطقة الى ​بلدية سن الفيل​، فلا أحد يمكنه أن يحدّد الصورة التي ستكون ‏عليها الإنتخابات. وهنا يؤكد أحد مفاتيح المنطقة الذي تمنّى عدم الإفصاح عن إسمه ‏أنه "تاريخياً جيّرت العائلات في جسر الباشا القسم الأكبر من أصواتها لنبيل كحالة ‏نظراً لصلة القرابة بينه وبين قسم منها ولكنه يعتبر ما يحصل اليوم غريبًا"، مشيراً ‏الى أن "في المنطقة هناك كلام عن "تشطيب" وتصفية حسابات، فما كان لكحالة ‏من أصوات قد تخذله هذه المرّة خصوصاً وأن المنطقة حرمت مما حصلت عليه ‏سن الفيل من إهتمام". ‏

في المقلب الآخر سعى كحالة في بداية الإنتخابات الى استقطاب عونيين على ‏لائحته سعياً الى تحييد "التيار الوطني الحر" عن المعركة في وجهه، ثمّ دعا لترك ‏القرار للعائلات، وهنا تسأل المصادر: "كيف يريد ترك المعركة للعائلات فيما يؤكد ‏أن لائحته مدعومة من تحالف الأحرار والكتائب؟"‏

يجزم المصدر ختاماً بأن "المعركة في البلدة سياسية بإمتياز وسيختبر كلّ حزب ‏قوّته فالتيار وبالتحالف مع القوات يدعم شاوول، فيما الأحرار والكتائب يدعمان ‏كحالة ولم يعرف بعد موقف النائب ​ميشال المر​"، ويضيف: "سن الفيل ستكون بداية ‏الترجمة الفعلية لتفاهم الرابية-معراب. فهل ينجح هذا الحلف المسيحي الجديد ‏بتكريس قوّته في البلدة وإيصال جوزيف شاوول الى رئاسة البلدية؟! ‏