يغادر الرئيس الأميركي باراك اوباما واشنطن ليل الثلاثاء الى المملكة العربية ‏السعودية حيث سيعقد قمة ثنائية مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الاربعاء، ‏تليها القمة الموسعة مع زعماء دول ​مجلس التعاون الخليجي​ يوم الخميس.‏
وتأتي زيارة اوباما الى السعودية، في الوقت الذي ظهرت فيه بوادر أزمة، ربما تزلزل ‏الاقتصاد العالمي، وتؤثر على اقتصاد دول الخليج والسعودية الى درجة "هدم ‏المعبد"، على رؤوس الجميع.‏
وسبب هذه الأزمة يعود الى اقتراح تقدّم به عضوان في الكونغرس الأميركي، واحد ‏جمهوري وآخر ديمقراطي، لإقرار قانون يجيز للإدارة الاميركية الإفراج عن 28 ‏صفحة من تقرير لجنة التحقيق التابعة للكونغرس، تتضمن معلومات غير مؤكدة عن ‏احتمال ان يكون للسعوديين دورا في تمويل منفذي هجمات الحادي عشر من ‏ايلول.‏
واشارت مصادر دبلوماسية الى ان الادارة الاميركيّة هي ربّما التي سربت الخبر ‏الذي يقول بأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سلّم رسالة المملكة بنفسه ‏خلال الزيارة التي قام بها الى واشنطن الشهر الماضي، وقال لبعض النواب ان ‏السعودية ستضطر لِبَيْع ما قيمته 750 مليار دولار من سندات الخزينة الأميركية ‏التي تملكها المملكة، بالاضافة الى غيرها من الأصول في الولايات المتحدة ‏الأميركية، قبل ان تتعرض لخطر التجميد من قبل المحاكم.‏
وكانت وكالة "الأسوشيتدبرس برس" قد نسبت في حينه الى مسؤولين اطلعوا على ‏التقرير قولهم، ان الصفحات الـ28 تتضمن وجود روابط غير مباشرة بين مواطنين ‏سعوديين هما عمر البيومي واسامة باسنان، وبعض منفذي الهجوم على نيويورك من ‏جهة، ومسؤولين حكوميين سعوديين من جهة ثانية، مشيرة الى ان هذه المعلومات ‏توضح سبب التوترات بين واشنطن والرياض.‏
ورأت مصادر مالية ومصرفية لبنانية ان التهديدات السعودية ببيع الأصول التي ‏تملكها في الولايات المتحدة الاميركيّة، عملية معقّدة، تحدّ من قدرة السعوديين على ‏تنفيذها، ولكن هذا التهديد يأتي في إطار سياسي، ربما يكون سببه الخلاف في ‏وجهات النظر بين الدولتين، حول الموقف الأميركي الذي تعتبره الرياض متعاطفا ‏مع ​إيران​.‏
كما تستبعد مصادر دبلوماسية غربيّة ان تكون تصريحات أوباما حول اداء المملكة ‏السعودية في الداخل، والتهديدات السعودية بتصفية الأموال والاصول التابعة لها في ‏الولايات المتحدة، سببًا لحدوث خلل جوهري في العلاقات بين البلدين، مشيرة الى ان ‏المصالح المشتركة ما زالت أقوى من أي خلافات ثانوية بين الاثنين، خصوصًا ان ‏الفريقين بحاجة بعضهما البعض، متوقّعة ان يحتلّ الملف الإيراني الجانب الأهم من ‏القمّة.‏
واشارت هذه المصادر الى ان الامتحان الاول للقمّة الخليجية-الأميركية المقبلة ‏يتمثّل في كيفية تعاطي الرئيس الأميركي مع هواجس دول الخليج حول التهديدات ‏الإيرانيّة لدول هذه المنطقة، وان هذا الامر يمكن ان يكون منطلقا لكل منهما، لتحديد ‏خريطة الطريق المستقبلية بين واشنطن ودول الخليج، وان هذا الامر مرتبط ايضا ‏الى حد ما بنتائج الانتخابات الاميركيّة، والاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي ‏الجديد، لاسيما وان الرياض ترى ان سياسة أوباما لم تؤدّ الى لَجْم السياسة "العدائية" ‏الإيرانيّة على دول المنطقة.‏
في المحصّلة، تبدو تهديدات السعوديّة ببيع أصولها في المَقْلب الأميركي لإركاعها ‏بعيدة المنال لصعوبة تحقيق ذلك بالسرعة التّي تحلم بها، وليس خوفها من وجود ما ‏يتضمّن إدانتها في الأوراق المحذوفة والّذي يضع السيف على رقبتها الاّ ما يؤكّد ‏على وجود قطبة مخفيّة لا يوضحها الا كشف المستور من التقرير. ‏