اعتبر رئيس جهاز الإعلام في حزب "الكتائب" ​ساسين ساسين​ أن ​الانتخابات البلدية​ تختلف بمضمونها وبطريقة حصولها عن الانتخابات النيابية باعتبار أن الأولى تبقى محصورة داخل البلدات وذات مضمون اداري وتنعكس نتائجها انماء داخل القرى، فيما الانتخابات النيابية سياسية بكل ما للكلمة من معنى وتقرر سياسة الدولة ككل.

وذكّر ساسين في حديث لـ"النشرة" أن "العقبة الاساسية الحالية بوجه اجراء الانتخابات النيابية هي قانون الانتخاب باعتبار أن هناك من يعرقل حقيقة اقرار قانون عصري جديد يؤمن صحة التمثيل والشفافية"، لافتاً الى أن "العرقلة لا تتوقف عند هذا القانون بل تطال كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها موقع رئاسة الجمهورية بغياب أي حس وطني لدى الفريق المعرقل".

حزب "الكتائب" رقم 1؟

ورأى ساسين أن مجريات العملية الانتخابية يوم أمس أثبتت عدم صحة وفعالية كل ما قيل عن محادل تهدف لالغاء الطرف الآخر، لافتا الى أن حزب "الكتائب" شدد ومنذ البداية على ان الانتخابات البلدية استحقاق داخلي انمائي وظروفها ونتائجها تختلف تماما عن الاستحقاق النيابي. وقال: "كما نرى فان التحالفات تختلف بين بلدة وأخرى، ففي حين كنا في لائحة واحدة مع التيار الوطني الحر والقوات في زحلة، سنكون بمواجهة لائحتهم في منطقة سن الفيل، كما أنّ بعض المنتمين للتيار الوطني الحر هم فعليا على اللائحة التي تمثل خط الكتائب، ما يعني أن أحدا غير قادر على اقصاء باقي الفرقاء وان التنافس محصور باطاره الداخلي البلدي".

وردا على سؤال، اعتبر ساسين أنّه من المبكر الحديث عن امكانية انسحاب التحالفات القائمة بلديا على الانتخابات النيابية، لافتا الى ان قانون الانتخاب الذي سيُعتمد سيحسم الى حد بعيد شكل التحالفات السياسية بحينها. وأضاف: "على كل حال، لا يزال من المبكر جدا الحديث عن الانتخابات النيابية والتحالفات التي ستُعتمد وقتها، لكن ما يمكن تأكيده ان كل الكلام عن المحادل والاقصاء والعزل أثبت عدم جدواه"، ولفت الى ان "حزب الكتائب هو الرقم 1 من حيث الانتشار في المناطق اللبنانية وبالتالي وجوده بأي حلف عنصر مؤثر جدا وحاسم في أي استحقاق مرتقب".

ترشيح عون عقّد الأزمة

وتطرق ساسين للانتخابات الرئاسية، مستهجنا "الاستسلام لضغوطات معينة والسير بخيارات غير صحيحة تحت وطأة النكايات وردات الفعل"، معتبرا أن قرار حزب "القوات" ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للرئاسة لم يكن بمكانه خاصة وان رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ كان مرشح فريق 14 آذار، "فاذا به يتنازل لمرشح 8 آذار من دون العودة لفريقنا السياسي، خاصة وأن الخصومة بيننا وبين العماد عون كما بينه وبين الدكتور جعجع أبعد من السياسة وتتعلق بمصير البلد باعتبار أن عون يدعم فريقاً مسلحًا بات يقاتل خارج الحدود مهددا المصالح اللبنانية العليا".

ولفت ساسين الى أنّه "وبالرغم من كل هذه التنازلات فان ترشيح الدكتور جعجع للعماد عون لم يؤد لحلحلة الأزمة الرئاسية بل زادها تعقيدا، ليتبين أن حزب الله لا يريد عون رئيسا". وشدّد على أنّ "المطلوب اعادة الحسابات والقراءات وتوحيد صفوفنا مجددا وبوصلتنا باتجاه سيادة لبنان وملء الفراغ والابتعاد قدر الامكان عن العناد والتصلب والحسابات الضيقة والا نكون نمعن بتهديم المؤسسات وبامكانية ان لا يكون هناك رئيس مسيحي للبنان بعد اليوم".