في زمنٍ اشتدّ فيه الخطر من تنظيم "داعش" في أقصى شمال شرق سوريا، نظمت نساء وفتيات من الطائفة السريانية أنفسهنّ في وحدات مقاتلة تحت تسمية "​وحدات حماية بيث نهرين​"، وهي وحدات رديفة لقوات "السوتورو" المؤلّفة من الشباب السرياني، وذلك بهدف حماية مناطق انتشارهم وأهلهم ومنازلهم ووجودهم في المنطقة المعروفة أصلاً بتعدّد القوميات.
"النشرة" زارت أكاديمية المقاتلات السريانيات في ريف مدينة القامشلي بقرب قرية "محركان"، حيث التقت مع عددٍ من قادة وحدات حماية "بيث نهرين"، واطّلعت على تدريبات النساء من السريان وأهداف هذا التشكيل.
تقول "الحوروثو"، وهي مسؤولة في الاكاديمية، أنّ فكرة قتال المرأة ومشاركتها في الحرب بعيدة وغير مرغوب فيها من قبل المجتمع في المنطقة، إلا أنّ الخطر الذي شعرت به المرأة كسائر المواطنين عند دخول "داعش" الى العراق وتعرض المواطنين لابشع الجرائم على ايديهم وخصوصًا المسيحيين والازيديين من قتل وتهجير واغتصاب لحقوقهم واراضيهم وممتلكاتهم جعلها تقرّر بعزم واصرار ابعاد هذا الخطر عن أهل المنطقة وعن اولادهم وبيوتهم ومناطقهم ومنع تكرار الصورة المؤلمة التي حلت بقرى الخابور في ريف الحسكة فكان الخيار اما الموت او العيش بشرف.
وتلفت المسؤولة عن احدى المجموعات من النساء، وهي تحمل السلاح ومن حولها عناصرها وهنّ يحملن الرشاشات ان هدفهن حماية وجودهنّ كمكونات متجذرة في المنطقة ضاربة جذورها لالاف السنين والحفاظ عليه، مضيفة: "هنا كانت بيث نهرين وستبقى الارض التي ننتمي اليها ونشعر بالفخر لدفاعنا عنها وعن ابناء هذه الحضارة العريقة".
ويطلق على هذه الوحدة التي اصبح عددها بالمئات اسم "قوات حماية نساء بين نهرين"، وهي تسمية تاريخية باللغة السريانية تعني بلاد الرافدين وهي المناطق التي تتحدر منها الاقلية السريانية حول نهري دجلة والفرات.
خطوة اعلان تشكيل قوات حماية نساء بيث نهرين التاريخية كانت في اواخر شهر اب في العام الماضي وهي الأولى من نوعها في تاريخ الشعب السرياني وفقا لما يشير المسؤولون، وهي بهدف التعبير عن قيم وإرث الشعبي والإرادة القوية للمرأة السريانية في الحياة الحرة الكريمة، وتقسم كل مقاتلة تنضم للوحدات بالتعهد بالدفاع عن بث نهرين وحريتها وكرامتها أرضا وشعبا ومتابعة مسيرة النضال في سبيل حرية وكرامة المرأة والشعوب المظلومة ومحاربة الأنظمة الشوفينية العنصرية المتخلفة متشبثة بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان وبالحرية العدالة والمساواة.
وترابض عناصر الوحدة حول المدينة وتشارك عادة في القتال ضد هجمات تنظيم داعش وتساند المقاتلين الرجال اسوة بالمقاتلات الكرديات المعروفة بتمرسها بالقتال مع وحدات الحماية وحزب العمال الكردستاني.
وتتبع الوحدة الى قوات السوتورو وهم المقاتلون المسيحيون من السريان وهم ينقسمون الى قسمين، قسم بمدينة القامشلي هو يتبع الدفاع الوطني الرديف للجيش السوري وتتركز مقراته بحي "الوسطى" (حي مسيحي) ولديه أكاديمية بحي الأشوريه، والقسم الثاني يتبع " للادارة الذاتية" (الاكراد) ولهم مقرات بالحي الغربي بمدينة القامشلي، ويوجد في ريف الحسكة ايضا المجلس السرياني وجيش السريان في ريف تل تمر وفي ريف القامشلي ويقاتل بجانب وحدات الحماية الكردية، كما يوجد في المنطقة ما يعرف بجيش الخابور وهو مؤلف من الشباب الأشوري من بلدة تل تمر وريف تل تمر.