بعد مضي سنوات على الشغور النيابي في جزين بعد وفاة النائب ميشال حلو، ها هي صناديق الإقتراع على موعد الأحد المقبل مع إستحقاق جديد، إستحقاق لملء هذا الكرسي ولو متأخراً. في جزين تختلف الحالة عن بقيّة البلدات الا أن الحماسة فيها مضاعفة لأن الجزينيين سيقترعون لإنتخاب نائب عن منطقتهم ولإنتخاب مجلس بلدي جديد بالاضافة الى المقاعد الاختيارية.
في هذه المدينة قدّم أربعة أشخاص ترشحهم الى الإنتخابات النيابية وهم ​أمل أبو زيد​، ​باتريك رزق الله​، ​صلاح جبران​ و​ابراهيم عازار​. بعض هؤلاء يخوض معركة إثبات وجود، فباتريك رزق الله الناشط المفصول من "التيار الوطني الحر" أبى إلا أن يقدّم ترشحه لهذه الإنتخابات لأنه يعتبر أن "الأحزاب إستلمت قضاء جزين منذ سنوات لكنها لم تقدّم له شيئاً"، لافتاً في نفس الوقت الى أنه "سيخوض الإنتخابات على أساس برنامج يؤمن به"، مشيرًا في نفس الوقت أنه "بعد إقفال الصناديق مساء الأحد سيكون الرابح الأكبر للأصوات التي سيحصل عليها".
أما أمل أبو زيد وهو المرشح الأساس لـ"التيار الوطني الحر" مدعوماً من "​القوات اللبنانية​" و"الكتائب اللبنانية" فيرى أن "المعركة سياسية بإمتياز ونتيجتها معروفة ولكن هذا لا يمنع أن هناك مرشحين معروفين"، فيما يشير المرشح العميد السابق صلاح جبران من جهته الى أن "مرشح "التيار الوطني الحر" أمل أبو زيد يسعى الى مفاوضة المرشحين كافة لإنهاء العملية "بالتزكية" وعدم الدخول في معركة وهذا ما حصل معه ورفضه"، مؤكداً أنه "ضد الإرث السياسي والإقطاع المالي"، معتبرا أن "الأحزاب لا تسيطر على المنطقة"، ومتّكلاً على "أصوات الجزينيين في هذه المعركة".
كما للأحزاب المسيحيّة وجودها في جزين كذلك لـ"حزب الله" و"حركة أمل" حيثيتهم في المنطقة والقضاء هناك، ففي العام 2009 خاض "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" الإنتخابات وجههاً لوجه فرشّح التيار زياد أسود، عصام صوايا وميشال حلو فيما دعمت حركة "أمل" سمير عازار آنذاك، اما اليوم فيختلف الوضع بعض الشيء، فالمرشح الى الانتخابات النيابية ابراهيم عازار يرى أن "المعركة النيابية الحالية ليس لديها نفس المقوّمات التي كانت موجودة في العام 2009"، لافتاً الى أنه "آنذاك استعمل الخطاب الطائفي لتجييش الناخبين على المعركة وهذا ما لا يمكن تكراره في هذه الدورة"، ومشيراً الى أنه "حتى الساعة لم تأخذ حركة "أمل" موقفاً من موضوع ترشيحه أو دعم جهة ضد أخرى".
يتنافس المرشحون الأربعة في الإنتخابات ولكل منهم برنامجه الخاص الذي يسعى الى تطبيقه في الفترة المتبقّية حتى إجراء الإنتخابات النيابية على صعيد لبنان، وهنا يشير العميد جبران الى أننا "سنعمل على نقاط عدّة، منها السياحية والاجتماعية وغيرها، خصوصاً أنه لم يحصل أي نشاط سياحي جدّي في منطقة جزين، أما بالنسبة للطرقات فالرئيسية منها بحالة جيدة إلا أن الفرعيّة منها غير مؤهلّة"، ومضيفاً: "ان الشباب في جزين يعاني من إنعدام فرص العمل وهذا ما سنجهد عليه أيضاً". أما أمل أبو زيد فيشير الى أنه "بدأ عمله في المنطقة بعد الإنتخابات التي خيضت في العام 2005 وعلى عدة أصعدة سياحية، بيئية، إجتماعية..."، ومشدداً على أننا "أمنا حوالي 160 فرصة عمل لأبناء المنطقة والقضاء"، ومضيفاً: "نملك رؤية لتحسين وضع المنطقة والقضاء ولكنها تحتاج الى تعاون الجميع كما ونسعى الى تحسين وضع المستشفى الحكومي وإنشاء جامعة وسنكمل ما بدأه النواب في مجال تحسين البنى التحتية وتأهيل الطرقات". ابراهيم عازار يملك رؤية قريبة للتي تحدث عنها أمل أبو زيد، ويضيف عليها التركيز على تفعيل دور البلديات وخلق فرص عمل للشباب.
اكتمل المشهد الجزّيني نيابيا، فالتحالفات وصورتها باتت واضحة، ليبقى السؤال: "هل تؤدي مفاوضات ربع الساعة الأخير الى فوز أمل أبو زيد بالتزكية؟!"