اوضح رئيس حزب "نداء تونس" المرشّح لرئاسة تونس ​الباجي قائد السبسي​ انه "ليس راضياً أبداً عن طريقة التعامل الحالي مع الجهاديين العائدين من بؤر التوتر في سوريا والعراق، بل لست راضياً عن التساهل في خروجهم من البلاد منذ البدء. كان لا بد من الحزم حينها حتى لا نصبح بلداً مصدراً للعنف. أما ما سأنوي فعله إن فزت، فكل شيء يكون في أوانه. قلت إنني لا أقبل أن تعمّ الفوضى في أي بلد أو التدخل في شؤونه الداخلية، فما بالك إن أحدث تونسيون الفوضى وقاموا بأعمال إجرامية".

اضاف في حديث لـ"الاخبار" كان لا بد من الوفاق في لحظة معينة مع الإسلاميين، وإلا كانت البلاد انزلقت إلى ما لا يحمد عقباه. وحين يتعلق الأمر بمستقبل البلاد أو بالقضايا المصيرية التي تستوجب الاتفاق، نسعى إليه، وكما قلت سياسة المراحل تقتضي أحياناً المهادنة في لحظات تاريخية معينة، وحين يستوجب الأمر النقد أو اتخاذ مواقف حازمة، لا نتردد، وأنا كنت في الدولة، أي أعي جيداً خطورة التهور.

واعتبر ان الدبلوماسية التونسية اليوم في أسوأ حالاتها، وهذا ليس تقويمي أنا فقط، بل تقويم كل المتابعين داخل حدود الوطن أو خارجه. وهي تعاني من عدم خبرة أعلى القائمين عليها. فتونس لطالما كانت ذات مواقف مشرفة ومعتدلة. لا ينبغي أن ننسى أننا بلد صغير، ويجب أن نعي ذلك، وبالتالي لا نستطيع أن نتدخل في ما لا يعنينا مثل الصراع الروسي الأميركي أو غيره من الصراعات الكبرى. يجب على الكل أن يعلم حجمه ويتواضع ولا يزج بنفسه في صراعات لا قدرة له على مجاراتها أو مواجهتها، وعليه أن يقول كلام خيّراً أو يصمت. تونس كانت دائماً إلى جانب القضايا العادلة معتمدة على الاعتدال ومحترمة للشرعية الدولية، ولم تعد الحال كذلك في السنوات الأخيرة ووجدنا أنفسنا في مآزق كان بالإمكان تجنبها.

واشار الى انه "ما كنا لنقطع العلاقات مع سوريا، ولا لنتدخل سلباً في الشأن الليبي. ووعد بأن تعود الدبلوماسية التونسية إلى ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات من اعتدال واحترام للذات والمواقف المشرفة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الصديقة والشقيقة.

ولفت الى ان "الذي دفعني إلى الترشح هو ما شهدته البلاد من أحداث طوال السنوات الثلاث الماضية، فعدم التزام من حصلوا على الأغلبية بعد الانتخابات الماضية بوعودهم دفعني إلى الترشح. وعدوا ووقّعوا التزاماً بأن لا يتجاوزوا المجلس التأسيسي، لكنهم أخلفوا وانقلبوا على تعهداتهم ومضوا بالبلاد لمدة ثلاث سنوات إلى العنف، وبالتالي يجب إصلاح ما وقع إفساده".