سأل النائب السابق ​اميل اميل لحود​ "ما إذا كانت القمّة العربيّة المنعقدة في موريتانيا ستجد متّسعاً من الوقت للاستنكار الكلامي، على الأقل، للزيارة التي قام الجنرال السعودي المتقاعد أنور العشقي، على رأس وفد، الى إسرائيل، وسؤال وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير، الرائد في نشر الديمقراطيّة حول العالم، عمّا إذا على علم مسبق بالزيارة وما هي الإجراءات التي ستتخذها بلاده بحقّ أعضاء الوفد".

وأشار لحود، في تصريحٍ له، الى أنّ "هذه الزيارة تأتي لتؤكّد المؤكَّد، وهو أنّ من يتورّط من العرب في الحرب على سوريا، كما على دول عربيّة أخرى، يقوم بذلك خدمةً لإسرائيل، وأنّ هذه الزيارة، التي قد لا تكون الأولى، تأتي بمثابة اختبار لردود الفعل وقد تتبعها زيارات على مستوى أرفع، ولا عجب أن نرى الجبير يكلّل مسيرته على رأس وزارة الخارجيّة السعوديّة، بما فيها من انزلاقات وهفوات وارتكابات، بزيارة الى تل أبيب، فيضيفها الى لائحة المدن التي طالب منها بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، ويضيف خيبةً أخرى على خيباته الكثيرة".

واوضح لحود أنه "إذا كان الجبير حريصاً فعلاً على الحريّات وعلى الانفتاح، فليبدأ بالسماح ببناء الكنائس في السعوديّة وبمنح الحريّة بممارسة المعتقدات الدينيّة، فيقرن أقواله بأفعال، إلا إذا كان يأبى أن يخرج عن سياسة معظم العرب، ومنهم بلده، الذين لم يقدّموا الى القضيّة الفلسطينيّة غير البيانات الإنشائيّة التي لم تُعِد لاجئاً واحداً الى أرضه، ولا أبعدت إسرائيليّاً واحداً عن الأرض التي اغتصبها".

وتوقّف عند "توقيت زيارة الجنرال السعودي الى تل أبيب، في وقتٍ يعاني فيه الفلسطينيّون في الداخل من الإرهاب الإسرائيلي، وفي الخارج من الإرهاب التكفيري الذي كان الطفل الذي ذُبح على أرض سوريا آخر ضحاياه"، مشيراً الى أنّ الأمر يذكّرنا بمقولة الشاعر الفلسطيني محمود درويش "سقط القناع".

وشدد على أن "القناع فعلاً عن بعض العرب، وسقطت قبله الضمائر والكرامات في مثل هذا الشهر قبل عشر سنوات حين رفعت المقاومة رأس الشعوب العربيّة بينما كان هؤلاء يتآمرون ولو في السرّ، ولم يبقَ لهم اليوم غير مالهم ونفطهم، بالإضافة الى الخنوع الذي أوصل بعضهم الى تل أبيب. خنوعٌ لم ولن يوصلهم أبداً الى دمشق التي ترفع اليوم رأس الشرفاء العرب".