تؤرخ الهجمات الاخيرة في ​فرنسا​ والمانيا وما سبقها من عمليات في العديد من العواصم الاوروبية وعملية ذبح الكاهن في كنيسة ببلدة "سان- إيتيان دي روفراي" في فرنسا لبداية اسلوب جديد للإرهاب، وعصر جديد للقارة العجوز.

من مكان لآخر ينتقل الارهابيون قاطعين الحدود الأوروبية، آخذين معهم القارة الأوروبية إلى زمن مظلم أضحى الارهاب عنوانه الأول.

يرى الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر أن "ما تشهد ​أوروبا​ اليوم هو مرحلة من عدة مراحل متتالية ستشهدها في الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أن "تنظيم "داعش" يستهدف أوروبا حالياً بسبب الوضع العسكري المتردي لديهم في الرقة والعراق، وبالتالي هم يريدون تحقيق أي انتصارات في أي مكان لهم في العالم".

ويوضح منيّر أن "الارهاب هذا خلق نوعًا من الطلاق بين الشعوب الأوروبية والشعوب "الرمادية"، أي الأوروبيين من أصول عربية"، لافتاً إلى أن "هذا الفعل هو نتيجة العمليات الارهابية، وبالتالي نجح التنظيم في خلق تباعد في النسيج الأوروبي".

من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ أن "الارهاب قد اقتحم اوروبا من أوسع أبوابها وبدأ يتنقل من عاصمة إلى أخرى مخترقاً كل الاجراءات الأمنية"، لافتاً إلى أن "مقاتلي التنظيم يستخدمون اساليب جديدة مثل الشاحنة والساطور وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى الأسلحة رغم استخدامها في العديد من المناطق".

ويعتبر فليحان أن "التنظيم قرر بدء هجماته في أوروبا بسبب تدخلها في سوريا ضمن التحالف الدولي وهو يعتبر أن هذه العمليات هي رد على القصف الأوروبي على مقرات التنظيم"، مشيراً إلى أن "أجهزة الاستخبارات الفرنسية تعاني ضعفاً اليوم وهي غير قادرة على ضبط الأمور خصوصاً وأن "داعش" ينتقي الأهداف بطريقة غير متوقعة".

ويتساءل فليحان "اين هو الـ "Europol" أي الشرطة الأوروبية التي يجب أن تتعاون فيما بينها؟"، ومشددا على أن "المخابرات الفرنسية هي غير فعالة حتى اليوم".

في سياق منفصل، يحذّر منيّر من أن الأيام المقبلة ستكون أصعب على أوروبا، "فوفق تصاريح ومعلومات المسؤولين الأوروبيين فإن العمليات الارهابية ستتصاعد وقد تصل إلى مستوى السيارات المفخخة"، مشيراً إلى أن "أوروبا تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً".

وعن السياسات الأوروبية تجاه الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً، يرى منيّر أن "هذه السياسات ستتبلور بعد برنامج التسوية المقبل في سوريا الذي يشكل اساس الانعطاف"، مشيراً إلى أن "الانتخابات الرئاسية في أميركا تشكل أيضا منعطفاً مهما في السياسات الاوروبية لأن الدول الاوروبية تعتبر تابعة لسياسات أميركا خصوصاً في الشرق الأوسط".

"الغرب لن يصمت على قتل ابنائه"، هكذا وصف الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الخطوات الأوروبية المستقبلية بعد هجمات نيس. إلا أنه وحتى اليوم لم تصدر أي خطوة اوروبية فعلية لمواجهة هذا الارهاب الذي بدأ يتفشى في كل أنحاء أوروبا. فما هو المصير المقبل على الأوروبيين؟