ليس المسيحيون، كلهم، مع التيار الوطني الحر، وإن كانت غالبيتهم الساحقة أيدت ورقة التفاهم في معراب بين العماد ميشال عون والدكتور ​سمير جعجع​.

ولكن الأسئلة الكبيرة تُطرح في الأوساط المسيحية، بما فيها تلك التي ليست في صف الجنرال ميشال عون.

قبل أيام نشرنا في هذه الزاوية رواية »كلّ البورة من النصراني«. ولكن يومها كان ثمة حاكم عادل (مصطفى آغا بربر) الذي أنصف النصراني. واليوم يزداد الحديث عن »الحيط - المسيحي - الواطي« والذي هناك إصرار، بل تواطؤ على أن يبقى واطياً.

والواقع أن »حكومة المصلحة الوطنية« مدعوة الى الجلسة، اليوم، التي يغيب عنها حزب التيار الوطني الحر (بالمقاطعة) وحزب الكتائب اللبنانية (بالإستقالة) وحزب القوات اللبنانية (بعدم المشاركة أساساً). ومع ذلك فهناك من يريد أن يدّعي أن »الحال ماشية« ... وأن هؤلاء الغائبين لا يمثلون سوى أنفسهم، وكأن لا حيثية لهم.

هل من يطلق مثل هذا القول يصدّق نفسه؟!

هل بين الوزراء المسيحيين الآخرين (مع إحترامنا الشديد لهم، ولنا بينهم صداقات ومودة) من يقول ان تمثيله يتجاوز منطقته أو ضيعته؟!

في منأى عن نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة فلقد كان للتيار الوطني الحر مرشحون في كل مدينة وبلدة ودسكرة من الناقورة جنوباً الى النهر الكبير شمالاً! وكان للقوات اللبنانية مرشحون على إمتداد رقعة الوطن ايضاً. وكان للكتائب مرشحون في جميع اقضية جبل لبنان كذلك، وفي مناطق أخرى خارج محافظة الجبل.

وعليه، فأيّ من الذين يريدون أن يصورونهم بأنهم يوفرون التغطية الميثاقية للحكومة يستطيع أن يزعم بأنّ حضوره يتجاوز النطاق الصغير والأصغر؟!

لماذا كلّما كان الأمر يتعلق بالمسيحيين تميل كفة الميزان ضدّهم في المواقف وفي القرارات وفي التدابير؟

لماذا كان التعيين قراراً »طبيعيا« لقيادات أمنية، ولم يكن كذلك في مجال طالب به العماد ميشال عون!. نطرح السؤال بعيداً عن الموقف من الأسماء والأشخاص، إنما في المطلق؟!.

لماذا قامت القيامة ولم تقعد لأن أحداً طرح إسم النائب محمد رعد لرئاسة مجلس النواب، وفي الوقت ذاته مسموح أن يطرح أي إسم في وجه الجنرال؟.

لو قرر الرئيس بري مقاطعة مجلس الوزراء فهل تعقد الجلسة؟

لو قرر الرئيس ​سعد الحريري​ المقاطعة فهل تعقد الجلسة؟

لو قرر حزب اللّه المقاطعة فهل تعقد الجلسة؟

لو قرر ​وليد جنبلاط​ مقاطعة مجلس الوزراء فهل تعقد الجلسة؟

لماذا »يجب« أن تعقد الجلسة في غياب عون وجعجع والجميل؟ وكيف تكون الميثاقية مؤمنة؟

ألا يعرف هؤلاء جميعاً أن هذه الممارسات هي التي جمعت ميشال عون وسمير جعجع أكثر مما جمع بينهما ترشيح سليمان فرنجية؟

نطرح هذه الأسئلة التي تعتمل في وجدان شريك مؤسس لهذا الكيان ولميثاقه ولصيغته.

وعساهم يقرأون ويتبصّرون... فأسلوب زمن الوصاية لن يستمر... ولا يجوز أن يستمر!