لا يزال مصير جلسة ​الانتخابات الرئاسية​ غدا الاربعاء ضبابيا، وهو يتأرجح بين تفاؤل البعض بانتخاب رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للبلاد وتشاؤم البعض الآخر، على اعتبار أنّ المعطيات التي منعت حصول الاستحقاق الرئاسي لم تتبدل.

ورأت مصادر نيابية ان التفاؤل لدى جهات سياسية، وبالتحديد في أوساط "التيار الوطني الحر" مردّه ان عودة رئيس تيّار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ قبل موعد الجلسة بعدة ايام مؤشر الى أنّ هذا الزعيم السني حسم خياره بتأييد العماد ميشال عون، مشيرة الى انه اضافة الى ذلك فهناك معطيات نقلها مدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري تؤكد تخلي الحريري عن تبنّيه لرئيس تيّار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​، وان هذه المعلومات تم الكشف عنها في إحدى المناسبات الاجتماعية يوم السبت الماضي وقبل عودة الحريري بأربع وعشرين ساعة.

وتردّدت معلومات بأن كتلة "المستقبل" النيابية ستجتمع اليوم الثلاثاء برئاسة سعد الحريري كي يبلغها قراره تمهيدا لمناقشته والموافقة عليه.

أما الجهات المتشائمة فتؤكّد ان جلسة الاربعاء الانتخابية ستكون كسابقاتها، وان موقف سعد الحريري لم يتبدّل، ومن المتوقع ان يتمّ الإعلان عن ذلك غدا بعد اجتماع الكتلة الزرقاء النيابيّة الاسبوعي، ويعود تشاؤمهم -وفق المصادر- الى ان المملكة العربية السعودية ما زالت تضع فيتو على وصول عون الى سدة الرئاسة.

وفي هذا السياق لاحظت المصادر ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ ووسط هذه الأجواء المتضاربة، أوفد وزير الصحة وائل ابو فاعور للاطلاع على الرأي السعودي في هذا الملف، حيث التقى مدير المخابرات في المملكة اللواء خالد حميدان وهو المسؤول عن الملف اللبناني.

ورأت المصادر نفسها انه اذا جاء موقف تيار المستقبل ليؤكد التزامه بتبني النائب سليمان فرنجية، فهذا يعني بالتأكيد أنّ الرياض ما زالت ترفض وصول عون الى قصر بعبدا، وان انعكاسات هكذا قرار على الوضع السياسي في البلاد ستكون اكثر من سلبيّة، ولن يقتصر الأمر وبحسب المعلومات المتوفرة لدى هذه المصادر على تظاهرة من هنا او اقفال طريق من هناك، بل سيتعدّاه الى انزلاقات خطيرة لن تكون في مصلحة أحد وبالتحديد مصلحة المستفيدين من بقاء الامور على ما هي عليه.

وأضافت المصادر، اما اذا ابقت الكتلة الباب مفتوحا أمام التواصل مع الجميع لإيجاد مخرج للازمة الرئاسية، او اذا اتجّهت نحو تأييد العماد عون فهذا يعني ان القرار السعودي هو في خانة اللون الأصفر اي انها تركت للحريري حرية القرار وأنها لن تعترض عليه، وان مثل هذا التوجه يمكن ان ينقذ رئيس تيار "المستقبل" من المأزق السياسي الذي هو فيه، إضافة الى أنه يعكس رغبة إقليمية أو دولية بتحييد لبنان عن الصراع السعودي-الإيراني وعدم ادخال لبنان في متاهات التفتيش عن صيغة جديدة للبنان تؤمن الشراكة الحقيقية وتطبق الميثاقيّة، التي يقول فريق من المسيحيين أنّ غيابها هو من أهم أسباب التشرذم الّذي تعيشه البلاد.

اما السلة التي يتحدّث عنها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحصول عمليّة الانتخاب الرئاسيّة، فهي ليست سوى مناورة لتحسين شروطه مقابل اعلان تأييده للعماد عون، وهذا أمر لا ترى المصادر أنّه يشكل عقبة، خصوصًا وان قرار "حزب الله" بتسهيل انتخاب عون هو قرار جازم وحازم ولا تشوبه اي شائبة.

ولفتت المصادر الى انه اذا لاحظت الرابية ان الايجابيات التي وصلتها من تيار المستقبل، وان قرارها غدا يَصبّ في ارباك قراراتها التصعيديّة، فإنها لن تنتظر كثيرا كي تذهب الى التصعيد، وربما يكون موعد 15 تشرين الأول هو الحدّ الأقصى، وبعده لن تكون الأمور كما قبله.

ولا تعطي المصادر أيّ أهمية لعدد الأصوات التي سينالها العماد عون في حال قرّر الحريري الاقتراع له، لأنه سيحظى بأصوات فريق شيعي وازن وهو حزب الله، والنائب وليد جنبلاط، والأمير طلال إرسلان وعدد لا بأس به من النواب المسيحيين.