افادت وكالة الأنباء الإسرائيلية الرسمية إن الرئيس السابق ​شيمون بيريز​ توفي اليوم في تل أبيب عن عمر يناهز 93 عاما.

وكان بيريز قد نقل إلى المستشفى بعد إصابته بسكتة دماغية قبل نحو أسبوعين وتحسنت حالته قليلا قبل أن تتدهور فجأة يوم الثلاثاء.

ولد بيريز عام 1923 في بولندا ثم انتقلت عائلته إلى فلسطين عام 1934 في ظل الانتداب البريطاني.

في 1947 انضم إلى قيادة الهجاناه (فرقة كانت المسؤول الأول عن تهجير الفلسطينيين وترويعهم) وكان مسؤولا عن شراء العتاد والموارد البشرية. في ذلك الحين عمل مع دافيد بن غوريون وليفي أشكول من أهم السياسيين الإسرائيليين واللذان أصبحا من كبار زعماء إسرائيل بعد تأسيسها في ايار 1948 على أراضي الفلسطينيين الذين هجروا، ، فانضم بيريز إلى مجموعة أنصار بن غوريون.

في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، عمل بيريز كدبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية وكانت مهمته جمع السلاح. نجح نجاحًا باهرًا في الحصول على المقاتلة "ميراج 3"، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي "مفاعل ديمونة" من الحكومة الفرنسية. كذلك نظم بيريز التعاون العسكري مع فرنسا الذي أدى إلى الهجوم على مصر في تشرين الاول 1956 ضمن العدوان الثلاثي.

أثناء عمل بيريز في منصب وزير الخارجية في حكومة اسحاق رابين، بدأ مفاوضات سرية مع الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي انتهت بعقد اتفاقية أوسلو عام 1993. ولأول مرة، اعترفت القيادة الفلسطينية رسميا بوجود إسرائيل.

وبعد عام من أوسلو، حصل بيرييز على جائزة نوبل للسلام، بالشراكة مع عرفات ورابين. وتحول بيريز، الذي كان مدافعا عن تأسيس مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة، إلى داعية للسلام، بل ومتحدث عادة عن الحاجة لقبول تنازلات أمام المطالب الفلسطينية بالحق في الأراضي. وأسس في عام 1997 مركز بيريز للسلام.

وأصبح بيريز رئيسا للوزراء بعد اغتيال رابين عام 1995، لكنه لم يُكمل عاما في منصبه بعد هزيمته أمام بنيامين نتانياهو، زعيم حزب الليكود. وخلال رئاسته للحكومة، أقر بيريز عدوان "عناقيد الغضب" على لبنان في نيسان عام 1996، وكان مسؤولاً عن مجزرة قانا في لبنان.

وفي عام 2000، فشل بيريز في الفوز بمنصب رئيس البلاد، وهو منصب شرفي، أمام موشي كاتساف.

وفي عام 2002، بعد هزيمة إيهود باراك، الذي خلف بيريز في قيادة حزب العمل، أمام آريل شارون في انتخابات رئاسة الوزراء، قاد بيريز حزب العمل الى التحالف مع الليكود، وفاز بمنصب وزير الخارجية.

وتمكن بيريز من تكوين "شبكة حماية" لشارون في الكنيسيت، ليتمكن من تنفيذ خطة الانسحاب من غزة وأجزاء من الضفة الغربية، في مواجهة معارضة من حزب الليكود نفسه.

وفي عام 2005، أعلن بيريس استقالته من حزب العمل، ودعمه لشارون الذي أسس حزبا جديدا باسم "كاديما".

وفي حزيران، انتُخب بيريز رئيسا لإسرائيل، واستقال من الكنيسيت بعد أن كان أقدم الأعضاء فيه في تاريخ البلاد.

وشغل بيريز منصب رئيس البلاد لمدة سبعة أعوام، حتى استقال عام 2014، وكان آنذلك أكبر الرؤساء سنا في العالم.