رأت عضو كتلة المستقبل النائب ​بهية الحريري​ أنه "لا نستطيع في هذه الظروف الشديدة المأساوية من تاريخنا أن نهدر الوقت في المراجعة والمساءلة، أو النقد والتقييم، لأن التطورات المأساوية التي تحيط بنا أسرع بكثير مما نتصور. فبينما نحن نعالج أسباب الإصلاح التربوي لمواجهة التطرف في المنطقة العربية يشرد الملايين من بيوتهم ومدارسهم، ويفقدون كل أسباب الحد الأدنى من العيش الكريم"، مشيرة إلى أنه "عندما نقارب مسألة العنف في منطقتنا، فإننا نتحدث عن آفة تحكمت بحياتنا واستقرارنا ومستقبلنا على مدى ما يقارب السبعة عقود، أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، ومنطقتنا مسرحا للنزاعات والحروب، والتي تسبب بالكثير من الدمار والإنهيار والتشرد والضياع".

وفي كلمة لها خلال افتتاح معهد المواطنة وإدارة التنوع التابع لمؤسسة "أديان" لفتت الحريري إلى أنه "لا شك ان للتعليم دورا أساسيا في تحقيق النهوض والإستقرار لدى كل المجتمعات وعلى مدى التاريخ، إذ إن كل ازدهار وتقدم واستقرار كان للمعرفة والعلوم والثقافة دور أساسي فيه، وان كل فشل وتخلف على مستوى الدولة والمجتمع يؤدي حكما الى الإنهيار والضياع والعنف والتطرف في كل أشكاله"، مشيرة إلى أنه "لقد شهدنا في العقود الماضية أنماطا مختلفة من التطرف، العلماني والقومي والديني وغيره، وهذا نتيجة لسبب واحد وهو الفشل في إقامة الدولة الحديثة بكل أسبابها وفي مقدمتها العدالة التربوية والنهوض التربوي".

وأعلنت الحريري "اننا نمتلك تجربة مؤلمة ولسنوات طويلة من العنف المسلح الذي طال استقرارنا وعمراننا واقتصادنا ومدارسنا وجامعاتنا لسنوات طويلة، وهي موثقة ومتوفرة لكل من يريد البحث في أسبابها وأكلافها. وأيضا نمتلك تجربة في الخروج من العنف والتطرف والقتل والدمار الى النهوض والإستقرار وإعادة البناء والدخول في تجربة وطنية ناجحة. وهي ايضا موثقة ومتاحة، وكان للنهوض التربوي الدور الأساس في إعادة بناء الإستقرار وانتظام دورة الحياة"، متنمية "القيادات التربوية في هذا الملتقى عدم التوقف عند هذا الربط بين الإصلاح التربوي ومكافحة التطرف، لأن الإصلاح يجب أن يكون شاملا لكل نواحي الحياة الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والبيئية، ما يساعد الأجيال الصاعدة على العيش في بيئة آمنة ومستقرة ومزدهرة، كي لا تستقطب من موجات التطرف التي تسود العالم الآن، والتي تمتلك ومع الأسف الشديد القدرات العلمية والتقنيات الحديثة في ممارسة الإستقطاب والتطرف".

بدوره رأى مدير مؤسسة اديان زياد الصايغ أنه "امام هذا الإجتماع فرصة للبحث في الإشكاليات وتبادل الخبرات من خلال النقاش الحر، على أن يصدر عنه توصيات، ثم تقرير متماسك يرسل الى صناع القرار في المنطقة العربية".