اعتبر رئيس "حزب الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد أنّ الأزمة الرئاسية تمرّ بـ"هبّات ساخنة وباردة"، فبعد موجة التفاؤل التي سيطرت على الأجواء في الاسابيع القليلة الماضية، يسود حاليًا جو من التريث بانتظار الموقف النهائي لرئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ من ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، لافتا الى ان اقدام الحريري على تلك الخطوة من شأنه أن يسرّع بحل الأزمة الرئاسية.

ورجّح مراد في حديث لـ"النشرة" ان لا تكون هناك اي مواقف مستجدة من الموضوع الرئاسي من قبل حلفاء العماد عون أو غيرهم بانتظار ما سيصدر عن تيار "المستقبل"، مشددا على ان موقف حزب الله من التمسك بترشيح العماد عون عبّر عنه مرارا وتكرارا أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله. واضاف: "اما موقف الركن الاساسي الثاني في فريق 8 آذار الا وهو رئيس المجلس النيابي نبيه بري فسيتبلور بعد موقف الحريري خاصة وأنه متوقع ان يكون هناك زيارة للعماد عون الى عين التينة بعد تخطي عقبة تيار المستقبل".

مؤتمر تأسيسي؟

وشدّد مراد على ان الخلاف على "السلة" ليس في مكانه باعتبار ان ما يُطرح في هذا المجال محاولة لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية المقبل، لا تعقيدها، لافتا الى انّه "بعد اتمام ​الانتخابات الرئاسية​ سيكون هناك أكثر من ملف يتوجب التعامل معه، ان كان ​قانون الانتخاب​ أو تشكيل الحكومة أو موضوع النفط، وكلها عناوين أساسية يتوجب اتمام تفاهمات أولية عليها كي تمر المرحلة المقبلة بسلاسة بعيدا عن التعقيدات التي تعيق مسار الرئيس العتيد".

ولفت مراد الى ان المطلوب ليس اتفاقات ثنائية لايجاد حلول للملفات السابق ذكرها بل تفاهمات على صعيد وطني بين القيادات المتواجدة على طاولة الحوار. وأضاف: "سواء فضلوا تسمية ذلك سلة أو اجتماع تأسيسي أو مؤتمر تأسيسي، فكلها تسميات لا تقدم ولا تؤخر والمطلوب واضح لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية".

بيت القصيد

وردا على سؤال عمّا اذا كانت رئاسة الحكومة المقبلة محسومة للحريري، قال مراد: "في حال كان هناك اتفاق على تولي ممثل الاكثرية المسيحية رئاسة الجمهورية وممثل الاكثرية الشيعية رئاسة مجلس النواب، فمن الطبيعي ان يتولى صاحب أكبر كتلة نيابية سنية رئاسة الحكومة"، الا انّه أردف قائلا: "ذلك لا يعني ان عون او بري او غيرهما قادران على حسم الموضوع بأن الحريري سيكون رئيس الحكومة المقبلة، لأن الموضوع يخضع لنصوص دستورية واضحة تقول بمشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقبل، وبالتالي ما يستطيع بري وعون حسمه للحريري هو تسميته من قبل نواب كتلتيهما لتولي رئاسة مجلس الوزراء".

وعمّا اذا كانت تغريدة القائم بالأعمال السعودي ​وليد البخاري​ والتي حيّت الوزير السابق جان عبيد، رسالة للحريري بعدم السير بترشيح عون، شدّد مراد على وجوب عدم اعطاء هذه التغريدة تفسيرات لا تحتملها خاصة انّ القائم بالأعمال عاد وأوضح ما قصده حتى أنّه حذف هذه التغريدة بسبب ما قال انّه سوء تفسير لها. وأضاف: "لا يمكن قراءة ذلك على انّه عرقلة ولا تشجيع خاصة وان المملكة منهمكة بشؤونها وبملفات أخرى وعلى ما يبدو هي لم تحدد موقفها النهائي من ترشيح العماد عون لا سلبا ولا ايجابا".

وردا على سؤال، استبعد مراد اقدام الحريري على أي خطوة لا تحظى برضا السعودية، "خاصة وأنّها عرابة اتفاق الطائف ونظرا للعلاقة المميزة التي تجمعه بها".

ورأى مراد أن هناك فرصة امام اللبنانيين للسير بتسوية تؤدي لانفراجات داخلية بغض النظر عما تشهده المنطقة من تعقيدات، وتساءل: "هل يُعقل ان يكون هناك من سيتصدى لقرار داخلي بتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة او بازالة النفايات من الشوارع؟" واضاف: "يكفي القاء اللوم على الخارج المشغول بأولويات كثيرة أخرى غير الملف اللبناني والمطلوب أن تكون أولوياتنا نحن داخلية وأبرزها قانون الانتخاب الذي بنظرنا هو بيت القصيد".