في ظروف مناخية تصل حرارتها الى الخمس درجات مئوية ما دون الصفر، قررت السلطات ​السويد​ية تنفيذ قرارات الترحيل التي إتخذتها منذ عام تقريباً بحق عائلات لبنانيّة لجأت الى البلد "السكاندينافي" في حرب تموز الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ولم تحصل منذ ذلك التاريخ على الاقامة لسبب أن الحرب إنتهت بسرعة.

تنفيذ قرارات الترحيل بدأ منذ أيام بحسب لبنانيي السويد، وفيه، تقوم الأجهزة الأمنية بقرار من دائرة الهجرة بإخراج اللبنانيين المقرّر ترحيلهم من المنازل التي يعيشون فيها، من دون الأخذ بعين الإعتبار الظروف المناخية الصعبة وبردها القارس، ومن دون مراعاة أوضاع الأطفال والعجزة المرحّلين.

لكل ما تقدم قرّرت مجموعة من العائلات اللبنانية التي صدر بحقها قرار الترحيل، التظاهر أمام مركز دائرة الهجرة في "يوتبوري" للمطالبة بإعادة فتح ملفاتها ودرسها من جديد وذلك عند التاسعة من صباح الإثنين المقبل. دعوة تضمنت طلباً واضحاً للجمعيات الإنسانية والاجتماعية ولكل الجاليات اللبنانية وغير اللبنانية الموجودة على كافة الأراضي السويدية، بالمساندة والدعم من خلال المشاركة بالتظاهرة بهدف إيصال الصوت الى المسؤولين السويديين وللسفارة اللبنانية علّ هذه الأخيرة تتحرك بالتعاون والتنسيق مع مرجعيتها أي وزارة الخارجية اللبنانية، بهدف التوصّل مع السلطات السويديّة الى تجميد تنفيذ قرارات الترحيل أقله في هذه المرحلة.

عدد اللبنانيين الذين ستنفّذ بحقّهم الدفعة الأولى من قرارات الترحيل السويدية يبلغ حوالى 150 شخصاً، غالبيّتهم الساحقة دخلت السويد منذ عشر سنوات وقد أسّست لها مصالح خاصة هناك، وتدفع ما يتوجّب عليها من ضرائب بانتظار نيلها الإقامة. أما الأسوأ فيتمثّل بوضع الأطفال اللبنانيين الذين ولدوا في السويد ودخلوا المدارس السويديّة فكيف لهم أن يعودوا الى بلدهم الأمّ وينخرطون بمدارس تعلّم المنهج اللبناني الذي لا يعرفون عنه شيئاً، كذلك بالنسبة الى طلاب الجامعات السويدية المرحّلين الذين أصبحوا في السنة الثانية أو الثالثة، فكيف لهؤلاء أن يكملوا دراستهم في الجامعات اللبنانية؟

في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ الى السويد، أثار ملف اللبنانيين المشمولين بقرارات الترحيل مع المسؤولين السويديين، وحصل باسيل على وعود بإعادة دراسة هذا الملف، لذلك يعلّق لبنانيو السويد آمالهم على وزارة الخارجية اللبنانيّة لمساعدتهم في مواجهة هذه القرارات التي تقول السلطات السويدية بأنها إتخذتها تحت ضغط اللجوء الذي تتعرض له منذ بداية الحرب السوريّة. وفي هذا السياق، يروي المرحّلون من السويد، أن أكثر من دولة رفضت إستقبال رعاياها المرحلين من السويد، وأصرت على عدم إصدار جوازات سفر لهم الأمر الذي أجبر السلطات السويديّة على عدم ترحيلهم والعودة عن قراراتها، وهذا ما ينتظره لبنانيو السويد المرحّلون من الدولة اللبنانية.

إذاً مشكلة إنسانية جديدة تلاحق اللبنانيين في دول الإغتراب. مشكلة يُحكى أن عدد المتضررين منها قد يصل الى ثلاثة آلاف إذا ما نفّذت السلطات السويدية كل قرارات الترحيل بحق اللبنانيين الذين لا يحملون إقامات قانونية. فهل يحصلون على النتيجة المرجوة من خلال تظاهراتهم، أم أنّ وسائل الإعلام اللبنانية ستكون على موعد قريب لإستقبالهم في مطار بيروت؟