يستغل الكيان الإسرائيلي تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامه برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، بالإمعان في تصعيد سياسته العدوانية ضد ​الشعب الفلسطيني​، ورفع مستوى الممارسات التعسّفية، ضد المدنيين قتلاً واعتقالاً، وهدم المنازل، واقتطاع المزيد من الأراضي وتجريفها، والتمادي بالبناء في المستوطنات، وضمّها إلى الأراضي المحتلة منذ العام 1948.

هذا في وقت يترقّب تنفيذ وعد الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشرقية.

ويترقّب الفلسطينيون القرار النهائي لترامب بشأن نقل السفارة، وأيضاً الخطوات التصعيدية التي قد يُقدِم عليها المسؤولون الإسرائيليون، مستغلين الغطاء الأميركي الجديد، لتحديد المواقف، والتي في إحداها سحب الاعتراف الفلسطيني بالكيان الإسرائيلي.

* وفي موقف فلسطيني رفيع، أكد الناطق الرسمي بإسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أنّ "أي قرار إسرائيلي بشأن ضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، نعتبره تصعيداً خطيراً، ومرفوضاً".

وقال: "هذه الخطوة ستنهي أي علاقة بأي مسيرة سلمية، خاصة إذا ما ترافق ذلك مع الحديث على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهذا الإجراء سيؤدي إلى مرحلة جديدة، لا يمكن السيطرة عليها".

وأضاف: "نحذّر مرّة أخرى من أي إجراءات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار "مجلس الأمن" الأخير الذي اعتبر الاستيطان غير شرعي في كافة الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية"، مشيراً إلى أنّه "إذا تجاوزت إسرائيل هذا الخط الأحمر، فإن كل الخطوط الحمر ستصبح في مهب الريح".

وشدّد أبو ردينة على أنّه "لا سلام، ولا استقرار، دون إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

* ميدانياً، أقدم جنود الاحتلال أمس على قمع مسيرة شعبية حاشدة انطلقت من وسط قرية بلعين - غرب رام الله، باتجاه جدار الفصل العنصري، تلبية لدعوة "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بلعين، وأهالي القرية ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين دوليين.

هذه المسيرة التي باتت أسبوعية، رفع فيها المشاركون الإعلام الفلسطينية، ويافطات تندّد بقرار الرئيس الأميركي ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، ومنها التأكيد على أهمية "تصعيد المقاومة سنواجه محاولة نقل السفارة الأميركية للقدس".

وجاب المشاركون في المسيرة شوارع القرية، مردّدين الأغاني والهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسّك بالثوابت الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.

ولدى وصول المتظاهرين إلى أمام مدخل البلدة للجهة الغربية بالقرب من الجدار القديم، منع جنود الاحتلال مواصلة المسيرة، وعمدوا إلى ملاحقة المتظاهرين والمتواجدين في المنطقة المحرّرة، معلنينها منطقة عسكرية مغلقة، حيث أطلقوا الرصاص المعدني المغلّف بالمطاط والرصاص الإسفنجي والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين، وجرى احتجاز الناشط أحمد بو رحمة قبل إعادة إطلاق سراحه.

إلى ذلك، أُصيبت طفلة فلسطينية، مساء أمس برصاص الاحتلال الإسرائيلي، شمال بلدة بيت لاهيا في قطاع غزّة، وهي في السادسة من عمرها، وجاءت إصابتها المتوسطة في بطنها.