تواكبت الحرب الإرهابية على سورية، منذ بدئها قبل ست سنوات، مع شعارات ومصطلحات صُمّمت في الغرف الأميركية ـ الصهيونية السوداء، وجرى ترويجها بواسطة وكلاء حصريّين يمثلون دولاً إقليمية وعربية.وهؤلاء الوكلاء سخّروا كلّ ما ملكوا من أموال، وفضائيّات وصحف ومواقع على الشبكة العنكبوتية، لتحويل الكذبة حقيقة!

على امتداد سنوات الحرب الإرهابيّة، استُخدمت شعارات الحرية والديمقراطية والسلّمية وحقوق الإنسان ومحاربة الظلم. وبإسم هذه الشعارات، صال الإرهاب وجال، موغلاً في قتل السوريين وتهجيرهم، ممارساً أفظع أساليب الإجرام وأبشعها، بدءاً من قطع الرؤوس إلى أكل الأكباد، إلى حرق الأطفال والنساء في الأقفاص، إلى التدمير الذي طال بيوت الناس وأرزاقها والبنى التحتية والشواهد الحضارية.

أميركا و«إسرائيل» وكلّ مَن يدور في فلكهما ويعمل لمصالحهما دول أوروبية وإقليمية وعربية استخدمت أقصى طاقاتها الإجرامية لإسقاط سورية وتقسيمها وتفتيتها، لاعتقادهم بأنّ كسر سورية، هو أسهل الطرق لتصفية قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وبالتالي تصفية المسألة الفلسطينية.

كلّ هذا الإرهاب المتعدّد الجنسيّات والأسماء من «داعش» و«النصرة» وصولاً إلى «هيئة أحرار الشام»، والذي عاث قتلاً ونشر الدمار والخراب. هذا الإرهاب، هو الاحتياط الاستراتيجي لأميركا و«إسرائيل»، وهذا الاحتياط لا يُستخدم إلا في الحروب الكبيرة، ما يعني أنّ الحرب على سورية حرب كونية كبيرة وخطيرة بامتياز.

بعد ست سنوات على هذه الحرب، ورغم ما خلّفت من مآسٍ ودمار ومن قتل وتشريد، استمرت سورية بقيادتها وجيشها وشعبها عصية على الانكسار، لا بل إنها سطرت انتصارات كبيرة، وصلت حدّ إسقاط المنظومة العالمية المتمثلة بالنظام الدولي الأحادي القطب.

بعد ستّ سنوات، سقطت الشعارات بأنواعها كلها، وتبدّلت معادلات، ومعها تتبدّل مواقف ومناخات… وفود غربية وأوروبية أخذت تيمّم شطر دمشق، لدرجة صار الإرهاب يُسمّى باسمه، وصار الرئيس بشار الأسد يُسمّى بفعله وبوصفه الرئيس الذي يقود الدولة التي تواجه الإرهاب نيابة عن العالم كله.

وحدهم، صغار القدر في لبنان، لا يزالون يستخدمون الشعارات ذاتها، ويتوهّمون إمكانية تحقيقها.

هؤلاء الصغار، لا يزالون في زنزانة أحقادهم، لم يتغيّروا، لأن «إسرائيل» الارهابية لن تتغيّر.