رأت مصادر نيابية وسياسية ان لبنان يواجه اليوم أزمتين: الاولى سياسية تتمثل في عدم التوصل الى قانون انتخابي جديد يؤمن التمثيل الصحيح لجميع شرائح المجتمع اللبناني، والثانية أمنية تتسبب بها الانكسارات التي تتعرض لها القوى الاسلامية التكفيرية في الميدان سواء في العراق او في سوريا، والطلب الى خلاياها النائمة التحرك في كل دول العالم.

في الشق السياسي تشير المعلومات المتوفرة لدى هذه المصادر الى انه بالرغم من كل المواقف والتصريحات التفاؤلية التي يطلقها بعض الفرقاء الذين يشاركون في المفاوضات الجارية لإخراج صيغة مقبولة لقانون انتخابي من الجميع، تمهيدا لوضعها في اطار قانوني واقرارها في مجلس الوزراء وإحالتها الى المجلس النيابي للموافقة عليها، لتجري الانتخابات النيابيّة المقبلة، فإن الامور مجمّدة ولا يوجد حتى الان الدليل القاطع على قرب الانتهاء من هذا الملف .

وتشير المصادر الى ان ليس دقيقا ما قيل عن الامور التقنية التي تعرقل الاتفاق على القانون بعد ان تم التوافق على البنود الاساسية، لأن المسألة اصبحت مرتبطة بمطالب سياسيّة لا يبدو ان هناك اجماعا حولها.

وتوضح مصادر نيابية مقربة من حزب الله ان الاتفاق على قانون سيتم خلال ايام، ودليلها الوحيد بغض النظر عن التعقيدات التي تعتري التفاوض، ما سمعه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ حول السقف الحقيقي لمطالب التيار للموافقة على ما هو مطروح، مشيرة الى ما يحصل هو ضمن لعبة التفاوض، وليس لتعطيل اقرار القانون العتيد .

وشدّدت المصادر على ان عدم الاتفاق على قانون للانتخابات في المقبل من الايام، يعني الفراغ وان كان البعض يؤكد انه لن يحصل، او اجراء الانتخابات على اساس القانون الحالي، وكل ذلك سيؤسس بالتأكيد الى فوضى سياسيّة كبيرة لن يكون من السهل معالجتها .

أما في الشق الامني فترى مصادر متابعة لهذا الملف ان ما تم الإعلان عنه من تفكيك خلايا كانت تحاول القيام بتفجير في الضاحية الجنوبية، ليس سوى جزء بسيط مما كانت تُخطط له هذه الخلايا، ويبدو أن المؤسسات الأمنية قصدت عدم الإعلان عن كل الحقيقة كي لا تَخلق ذعرا لدى المواطن وفي الاوساط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ولفتت المصادر نفسها ان هذا الامر تم التطرق اليه بشكل تفصيلي خلال المحادثات التي اجراها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، حيث اطلع المسؤولون الزعيم الفلسطيني على مخاوفهم من النشاطات داخل المخيّمات وخصوصًا مخيم عين الحلوة من قبل عدد من العناصر الفلسطينية، وطالبوا بتسليم مجموعة من المتورطين في اعمال عدائية ضد لبنان لكن هذا الامر لم يتحقق بعد.

ولاحظت المصادر نفسها كيف ان الجماعات الارهابية من داعش وغيرها من المنظمات، تبنّت اعمالا تفجيرية في معظم دول العالم، واخطرها ما حصل في ايران يوم امس، واتّهام الحرس الثوري الإيراني المملكة العربية السعودية بأنها وراء هذه العمليّة، مع ما يمكن ان يتبع ذلك من ردّات فعل انتقامية، لن تكون بعض المنظمات والدول العربية بمنأى عنها .

وكان لافتا في هذا السياق حسب المصادر نفسها اشادة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي خلال الجولة التي قام بها على المسوؤلين اللبنانيين والزيارة التي قام بها الى عرسال، بإنجازات الجيش اللبناني في التصدي للارهاب، مشيرا الى ان "العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش والتي تستهدف مواقع التنظيمات الارهابية تنفذ بدقة متناهية وبكفاءة عالية ".

وخلصت المصادر الى الاعتقاد بأن الطبقة السياسية مدعوة الى عدم تجاهل المخاطر الأمنية، والى تحصين الجبهة السياسية عبر الإسراع في التوافق حول قانون للانتخابات، لإجرائها في موعدها، تعزيزا للدور الذي تقوم به القوى المسلحة والامنية في جهودها لتأمين الامن والاستقرار في البلاد، كي لا تتمكن القوى المعادية للبنان من ان تستغل ثغرة الاهتزاز السياسي لتحقيق أهدافها التخريبية .