فضل الله: الانتصار الكبير الّذي تحقق ب​جرود عرسال​ فاق كل التوقعات

اشار السيد ​علي فضل الله​ إلى "الانتصار الكبير الّذي تحقّق في جرود عرسال، والّذي فاق كلّ التوقعات في سرعة إنجازه، رغم صعوبة المعركة وحجم النتائج التي حصدها على المستوى الميداني والالتفاف الشعبي حين تجاوز الجميع كل اختلافهم، وكان صوتهم واحداً في هذه المعركة، وإذا كان من أصوات صدرت، فهي لم تؤثر في هذا المشهد الجامع، فقد وعى ال​لبنان​يون جميعاً خطورة بقاء الأمور على حالها، وتداعياتها على أمنهم، فهذه الفئات الإرهابية التي كانت تتواجد على حدود لبنان، هي قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وفي أي مكان من لبنان والوقائع السابقة القريبة والبعيدة أكدت ذلك، فلم يكتوِ بنارها مذهب معين أو طائفة أو موقع سياسي، بل اكتوى الجميع بها".

وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة اعتبر فضل الله اننا "عندما نذكر هذا الإنجاز بكلّ مفاعيله، لا نستطيع إلا أن نحيي صناع هذا الانتصار؛ نحيي ​الجيش اللبناني​ على الدور الذي قام به بمنع الإرهابيين من التسلل إلى الداخل اللبناني وحمايته، ونحيي الشّبان المجاهدين والمضحّين الذين لم يبالوا بالأخطار، ولم ترهبهم وعورة الأرض، وعملوا على حفظها، لتبقى لأهلها وأصحابها، أياً كان أهلها. لقد رفض هؤلاء دنيا أقبلت عليهم، وكانت تدعوهم إليها، فتركوها وراءهم، لا عن يأس وقنوط، بل عن إرادة واختبار ونحيي أيضاً الشهداء؛ هؤلاء الذين بذلوا أغلى ما عندهم من أجل وطنهم وأمتهم كما نحيي أمهاتهم وآباءهم وعوائلهم"، مؤكدا ان "هذه المعركة كشفت مرة جديدة طينة شباب لبناني أحبوا وطنهم، وأخلصوا لإنسانه، بعيداً عن كل الاعتبارات التي اعتدناها في هذا البلد، حيث يعمل كلّ فريق لحساب طائفته أو مذهبه أو موقعه السياسي هؤلاء لم يكونوا ليهدأوا وهناك أرض يهددها أولئك الذين لا يتورعون عن القتل وإثارة الرعب والخوف في نفس من يختلف معهم".

ورأى فضل الله أن "الالتفاف الَّذي حصل من مختلف كلّ القوى السياسية، يؤكد وعي اللبنانيين وتجاوزهم كلّ الحساسيات لحساب القضايا المصيرية، وهو ما يبني الوطن، ويفوّت الفرصة على كل الذين يسعون إلى النفخ مجدداً بالنار المذهبية أو الطائفية، ويطرحون علامات استفهام لا يمكن أن تكون في وجدان كل هؤلاء الشبان المضحين وعقولهم؛ هؤلاء الذين كانوا لا يتطلعون إلى تحقيق مشروع مذهبي أو إقليمي، بل يريدون حماية الوطن والمقاومة والجيش وكل الناس.

إننا في الوقت الذي نعرف أنَّ ما حصل بعيد عن كلّ الاعتبارات الطائفيَّة والمذهبيَّة، ندرك أن البعض قد تكون لديه هواجس ومخاوف، ومن حق كل اللبنانيين أن يبدوا هواجسهم، في ظل الاضطراب الذي تعيشه المنطقة، ولكن هذا الأمر ينبغي أن يتم من خلال الحوار، وخصوصاً أنّ مجالاته مفتوحة ولم تغلق، فالمخاوف لن تتبدد بإثارة التوترات المذهبية أو بكيل التهم ومحاكمة النيات".