رأى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ أنه من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد و"هؤلاء ليسوا بقليلين"، معرباً عن أمله بأن تنجح مهمة مكافحة الفساد لأن "ذلك قد يؤدي الى إصلاح الاوضاع خصوصاً وأن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملاً إقتصادياً سريعاً".

وجدد الرئيس عون خلال لقائه وفداً موسعاً من قضاء كسروان الفتوح التأكيد على أن العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الانتاج وليس من خلال الدين، لافتاً الى إصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي."

وقال:" إن الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب كان اول مسؤول لبناني حاول بناء الدولة اللبنانية ووضع اسس تنظيمها، ولكن مع الاسف فإن مؤسسات الدولة ضعفت بمعظمها وتعثر عملها، ثم فقد لبنان السيادة والاستقلال والحرية، الذين شكلوا شعار معركتنا ونضالنا، والذي علينا اليوم، ونحن في السلطة، أن نحافظ عليه. ومن غريب الصدف أن يكون اليوم في السلطة "جنرالان" يحميان الدستور اللبناني والقوانين، فيما يتهم العسكريون بأنهم ينتهكون الدستور والقانون."

وعبّر الرئيس عون عن الاسف لعدم وجود من يرغب في المحافظة على القوانين والدستور، إن في مرحلة الرئيس شهاب او في هذه المرحلة، متسائلاً: "باسم اي شريعة نمارس الحكم و نتخذ القرارات؟ فإذا لم نحترم الدستور والقوانين، سنعود طبعاً الى قانون الغاب الذي كنا نتخذ القرارات في السابق وفقاً لأحكامه، فيما نشهد كل يوم جدالاَ ومحاولات لخرق الدستور."

وذكّر بما يقوله الكاتب الفرنسي بالزاك، عن القوانين من "أنها كخيوط العنكبوت، يخرقها الذباب الكبير، ويلتصق بها الذباب الصغير"، لافتاً الى أننا وفي كل مرة نفتش عن "الحاجب" الذي ارتشى دون أن ننظر الى "الكبير" الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فـ"الحاجب" يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته. من المؤكد أن ذلك سيكون عملاً مضنياً ومتعباً وسيخلق الكثير من العداوات، لأن من تمرّس على عادات تقبّل الرشاوى، بات يعتبرها حقا مكتسبا له. لذلك، علينا في بعض الاحيان، أن نتخذ قرارات حاسمة، قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلا أن ذلك، يتطلب الكثير من التروّي، لأن الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الامر صعبة، في ظل حيازة كل طرف لجمهوره. وإذا ما أجريت دراسة إحصائية قد تخلص الى أن اكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح متعلقاً بهذه الوسيلة، لما يحققه من مكاسب من خلالها."