اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن "٤ مشاهد تختصر حسنات رئيس "​اللقاء الديمقراطي​" النائب ​وليد جنبلاط​ الأول، قيامه بعد الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٠ - في ذروة ​الوصاية السورية​ بالمطالبة تحت قبة البرلمان بإعادة انتشار ​الجيش السوري​، وهذا المصطلح تم استخدامه تهذيبا لكلمة انسحاب. الثاني، قيامه ب​مصالحة الجبل​ مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لطي صفحة الحرب الأهلية بين المسيحيين وبين الموحدين ​الدروز​. الثالث، أنه حمل ​ثورة الأرز​ على كتفيه منذ رفض التمديد للرئيس ​إميل لحود​ ورغم اغتيال رئيس الحكومة الاسبق ​رفيق الحريري​ ورفاقه من ثوار ثورة الأرز. الرابع، أنه منع قيام فتنة سنية _ شيعية حين تبنى السنيين زياد قبلان (٢٤ سنة) وزياد غندور (١٢ سنة) المغدورين سنة ٢٠٠٧".

وتستدرك الصحيفة، في مقال لها، موضحة أنه "في تلك المرحلة، منع جنبلاط تحويل سلاح ​حزب الله​ إلى موضوع نقاش دولي تحت بند القرار ١٥٥٩ لأسباب انتخابية ضيقة، وتصريحاته معروفة "سلاح حزب الله شأن داخلي ​لبنان​ي"، وما زال اللبنانيون والعرب يدفعون ثمن تلك الخطيئة"، مضيفة "وصف سياسي مرموق مواقف جنبلاط الحادة والمتقلبة، بقوله: "يطالب بإلقاء القبض على ​حسن نصرالله​، وحين تقع الطامة، يطالب بالاستسلام في الضاحية"، وهذا التوصيف على سبيل المجاز، ورأينا ما يشبهه في مواقف عديدة، منها يوم قطعت الطرق قوى ٨ آذار لمنع رئيس الحكومة ​فؤاد السنيورة​ من الذهاب إلى مؤتمر باريس٣ الذي أراد إعادة إعمار لبنان بعد ​حرب تموز​ ٢٠٠٦، ورأيناه مجددا في ٧ أيار ٢٠٠٨".

واستهجنت الصحيفة "وصف جنبلاط "هداه الله" مقاتلي حزب الله بالشهداء، وهو أكثر من يعرف حقيقتهم، إذ هددوه غير مرة - سرا وعلنا - بالاغتيال، منها يوم أنزلوا القمصان السود عشية إسقاط الحكومة الأولى ل​سعد الحريري​"، معتبرة أن "أحداث ٧ أيار لحظة مفصلية في مسيرة جنبلاط السياسية، قبلها كان يحذر من التقوقع والانعزال، وبعدها أصبح رمزا للانعزال والتقوقع، انتقل إلى صفوف ٨ آذار، فوجد نفسه في الصف الثاني أو الثالث بعد أن تصدر تيار السيادة والاستقلال ، ثم انتقل بعدها إلى المنطقة الرمادية، أو منطقة العدم، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولا توجد صفوف في تلك المنطقة ولا وجود، والدليل تراجع الدور الوطني للدروز وزعيمهم في لبنان".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الفرق بين ​كمال جنبلاط​ وابنه وليد، أن الأول يصرف من رصيده الدرزي على رصيده الوطني، بينما الثاني يصرف من رصيده الوطني على رصيده الدرزي، لكن الانعزال الطائفي أنهى الرصيد الوطني والطائفي والإقليمي"، لافتة إلى أن "جنبلاط يخشى من سيوف حزب الله و​إيران​، لكن المشهد الأبعد، ليس تصفية البيت الجنبلاطي، وهذا مشروع إيراني لا لبس فيه، إنما تصفية طائفة كاملة واستلحاقها ب​ولاية الفقيه​، كما فعلت إيران سلفا مع العلويين ثم ​الحوثيين​، أي أن كل الطرق تؤدي إلى جحيم طهران: تصفية زعامة أو تصفية طائفة، والنتيجة واحدة".

وأوضحت أن "لا أحد يريد من الدروز أو وليد جنبلاط مقاتلة الشيعة أو الإيرانيين بدلا من العرب والسنة، لكن المطلوب هو عودة بني معروف (الدروز) إلى موقعهم الأصل، موقع العروبة والتصدر، فسلطان باشا الأطرش تصدر الثورة العربية ورفض الدويلة الدرزية، وكمال جنبلاط وسميح القاسم تصدرا القضية الفلسطينية، ووليد جنبلاط تصدر تحرير لبنان من الوصاية السورية"، مشيرة إلى أن "الدروز مستهدفون من الإرهاب الإيراني الإسلاموي والعنصرية الإسرائيلية، وأهداف هؤلاء إما الإلغاء أو التقسيم، والهدفان واحد. ومن لا يرى ذلك فهو في أزمة، ومن يتعمد عدم رؤية ذلك فهو في مأساة، وهذا الحديث يؤخذ من منطق طائفي لو تم الاستغناء عن المنطقين العربي والوطني، رغم استهداف لبنان والدول العربية من نفس الأطراف التي تستهدف الدروز ولنفس الأهداف".

وتساءلت الصحيفة "منذ فترة، ووليد جنبلاط مهتم بتوريث آمن لابنه تيمور، لكن في هذه الظروف يبدو السؤال المنطقي: ماذا سيورث؟!. لذا يجب أن يتكلم الجميع، وعلى رأسهم النخب الدرزية، فلا أخطر ولا أسوأ من الواقع الراهن، مع التأكيد على مرجعية جنبلاط السياسية".

وخلصت الصحيفة بالقول "لو نطق قبر كمال جنبلاط لتمثل بوصية الخليفة عبدالملك بن مروان - وهو على فراش الموت - لابنه الوليد "يا بني، شمر وائتزر، والبس جلد النمر، ولا تَعْصِرْ عينيك فعل الْأَمَة، وادع الناس إِلى الْبيعة، فمن قال برأسه كذا (إشارة إلى الرفض) فقل بالسيْف كذا (إشارة إلى قطع العنق)".