أكد أمين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين-المرابطون" ​​العميد مصطفى حمدان​​، في حديث لـ"النشرة"، أن "معركة تحرير الجرود الشرقية ال​لبنان​ية تُعتبر معركة وطنية وحرب تحرير تصل بمرتبتها إلى مستوى حرب التحرير الأولى، والتي تُوّجت بالانتصار العظيم وبالتحرير الكامل والناجز لأرض الجنوب اللبناني من رجس يهود التلمود عام 2000"، قائلاً: "وإذا كان الشريط الحدودي في الجنوب يُدار من قبل لبنانيين عملاء وخونة وأدوات رخيصة لليهود، فإن الشريط الإرهابي في الجرود الشرقية كان يُدار من قبل عصابات متأسلمة أجنبية".

ولفت العميد حمدان إلى أنه "رغم كل هذا الضجيج الإعلامي وغزارة الخبراء العسكريين المتفلسفين والمنظّرين والذي يُغنّون كلٌ على ليلاه استناداً إلى الجهة السياسية المربوطين بها، فإن معركة تحرير الجرود الشرقية اللبنانية بمرحلتيها الأولى وهي سحق تواجد ​جبهة النصرة​، ومرحلتها الثانية سحق تواجد الدواعش، تدخل ضمن الاستراتيجية العامة الإقليمية والدولية في ​مكافحة الإرهاب​يين بكل مشاربهم وأسمائهم، والتي تتميّز بجدية القيادة الروسية والقيادة السورية والقيادة الإيرانية و​حزب الله​، وارتباك ​التحالف الدولي​ المدار من قبل الولايات المتحدة، بسبب إشكالات الأهداف الاستراتيجية في استخدام الإرهاب ودعمه من قبل الأميركيين واليهود".

صدى فارغ لطبول لا قيمة لها

وشدد العميد حمدان على "تلازم وتكامل ما جرى في الجرود الشرقية اللبنانية ومنطقة القلمون في الجمهورية العربية السورية، والجميع يُدرك على المستوى الاستراتيجي العالي للواقع الميداني أن ضرب مقرات القيادة المركزية ومخازن الدعم اللوجستي، ومراكز التعبئة البشرية في الجبهة السورية بالطائرات والوسائل النارية المختلفة، أدّى إلى إضعاف وتشتيت وتفتيت خطوط التماس والمواقع المحصّنة الإرهابية في الجبهة اللبنانية، وبالتالي استطاع ​الجيش اللبناني​ أن يستفيد من كل هذه العوامل لتنفيذ العملية البطولية، والتي أدّت إلى استكمال تحرير كل الجرود وصولاً إلى الالتقاء مع وحدات الجيش العربي السوري ومفارز القتال المتقدّمة للمقاومة اللبنانية رجال حزب الله".

ورأى أن "كل هذا الكلام الفارغ المضمون عن تنسيق ولا تنسيق لا يرتكز إلى أي واقعية ميدانية، وبالتالي صدى فارغ لطبول لا قيمة لها في الواقع الاستراتيجي العام، والتقييم النهائي لما جرى من إنجاز عظيم في هذا التحرير الوطني الشامل لأرض لبنانية عزيزة"، مؤكداً أن "القضاء على هذه العصابات الإرهابية في القلمون السوري والجرود اللبنانية، سينعكس على المناخ الأمني العام في لبنان بجعله أكثر أماناً واستقراراً وقدرةً على منع عمليات الإرهاب لقتل الأبرياء من أهلنا اللبنانيين".

العهد الأسود

ورداً على سؤال حول الأصوات المعارضة لترحيل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، أشار إلى أن "كل ما نتج عن هذا الصراع بين اللبنانيين بكافة فئاتهم ضد الإرهاب هو النتيجة الطبيعية والواقعية والمنطقية لمسار العهد الأسود ل​ميشال سليمان​، حيث انتشر الفساد والإفساد وكُرّست سداسية المذاهب والطوائف، والغباء الاستراتيجي لأسوأ إعلان صدر عن بعبدا بالنأي عن النفس جُبناُ وحُقداً لمكافحة الإرهاب، وإضعاف الجيش اللبناني، بسبب عدم دعمه وابتداع مقولة "الغطاء السياسي" لشلّ المسؤولية الوطنية للجيش في حماية الأمن الوطني اللبناني دون العودة إلى أي قيادة سياسية وعدم الرضوخ للإرهاب الفكري المذهبي والطائفي ضد أبنائنا في الجيش اللبناني".

وتمنى على القيادات العسكرية المتقاعدة وكل الضباط المتقاعدين، "عدم الخوض فيما جرى في تلك الأيام السوداء إلا أمام لجان تحقيق عسكرية، إذا ما أرادت القيادة العسكرية الحالية فتح التحقيق بالأحداث ومجريات المعارك في العام 2014، وفاءً لجيشنا وحرصاً على تضحيات دماء الشهداء العسكريين في جيشنا الوطني".

وأضاف: "من يدّعي بطولة وقدرة اليوم "كان يفرجينا" بالفعل وليس بكثرة الكلام هذه القدرة والقوة يوم كان مسؤولاً، ويمنع تغلغل الإرهابيين والمخربين إلى الأراضي اللبنانية، وليخرج أولئك المهرجون من نظرية المؤامرة السخيفة".

معركة الوعي الوطني

على صعيد متصل، رأى العميد حمدان أنه "بعد تنظيف الجرود اللبنانية يمكن القول أن قواعد الارتكاز والدعم اللوجستي وتجنيد الإرهابيين قد قُضي عليها، ولكن لا يمكننا بتاتاً، لا في لبنان ولا في الخارج، القول أن الإرهاب قد قُضي عليه نهائياً، فلا يوجد من يدّعي في مكافحة الإرهاب أنه قد انتصر 100%"، لكنه أكد أن "نسبة التخريب في لبنان وحدوث العمليات الإرهابية قد انخفض بشكل كبير، ويمكن وضع لبنان في خانة الدول الآمنة نسبياً".

وتابع: "اليوم انتهت المعارك العسكرية، إنما المعركة الاستخباراتية والاستعلامية مستمرة بوتيرة متصاعدة، طالما أن الواقع المحيط بنا ليس مستقراً وهناك الكثير من البؤر الإرهابية الفاعلة".

وأكد على أهمية "الضربات الاستباقية وتعاون المواطنين ومنع الإرهابيين من استعادة قدراتهم التعبوية في مخيمات النازحين السوريين، وإقامة المواقع الحدودية على معابر التهريب، والتركيز على خطة إعلامية من مختلف أطياف الواقع الاجتماعي اللبناني لمحاربة هذا الفكر الهدّام في معركة الوعي الوطني".

الإستقرار السياسي مستمر

بالنسبة إلى تأثير نتائج معركة الجرود والاتفاق الذي حصل على العمل الحكومي، قال العميد حمدان: "بعد كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ​ميشال عون​ بمناسبة الانتصار والخطاب السياسي الوطني والمتّزن والشامل للمنتصر على الإرهاب السيد حسن نصرالله، نحن مطمئنون إلى استمرار مناخ الاستقرار والعمل السياسي ضمن الحدود المتّفق عليها بعدم تفجير الخلافات على كل الأصعدة الداخلية والخارجية"، مشيراً إلى أننا "نعوّل على حكمة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وواقعيته السياسية التي اتسمت بها ممارسته للمسؤولية الوطنية منذ ان تبوّأ سدّة رئاسة الحكومة اللبنانية"، مؤكداً أن "كل أصوات النشاز وجعجعة الطبول الفارغة لا تملك سوى العويل والصراخ، وهي عاجزة عن التأثير الفعلي في مسار الأحداث المحلية والإقليمية ولن تعرقل العمل الحكومي".

وفي ما يتعلق بالتواصل اللبناني السوري، أكد أن أن "الفترة ما بين أيلول ورأس السنة الجديدة ستشهد متغيّرات إقليمية متسارعة تفرض المصلحة الوطنية العليا للبنانيين سياسياً واقتصادياً وأمنياً، أن يفتح أوتوستراد ​طريق الشام​ السريع على مدى واسع، وسنشهد العجائب والغرائب من السياسيين اللبنانيين أجمعين، كما شاهدنا بأم العين ماذا جرى من زحف سياسي عظيم في الاحتفال الذي أقامه سفير الجمهورية العربية السورية الدكتور ​علي عبد الكريم علي​ بمناسبة فتح ​السفارة السورية​ عام 2009"، مضيفاً: "لنقرأ جيداً فتح المعابر بين سوريا و​العراق​ و​الأردن​، ومن يستطيع أن يمنع الصناعي والمزارع والتاجر والمواطن اللبناني عن التواصل الاقتصادي بعد كل هذه الانفراجات الاستراتيجية على صعيد المشرق العربي".

دم الشهداء لن يذهب هدرا

من جهة ثانية، رأى العميد حمدان أن "محاسبة المقصّرين في ​معركة عرسال​ الأولى تقرّره القيادة السياسية اللبنانية الحالية على صعيد المسؤولية الوطنية العامة وعدم تحملها آنذاك"، موضحاً أنه "رغم تبجّح ميشال سليمان بأنه ترك قصر بعبدا عام 2014، فهو يتحمل كامل المسؤولية عن الفراغ والفساد والإفساد الذي أدّى إلى الواقع المأساوي، فيما جرى في ​جرود عرسال​ من تواجد إرهابي واستهداف العسكريين واستشهادهم، ولا ننسى أيضاً ما جرى في ​مخيم نهر البارد​ من مسؤولية مباشرة له كقائد للجيش، عن الخسائر الفادحة في أرواح العسكريين والجرحى المعوّقين بالمئات".

وطالب، استناداً إلى إجراءات قانونية قضائية جنائية يتّخذها المسؤولون اليوم، أن "يَمْثُل ميشال سليمان أمام أي صيغة قانونية قضائية، ليتحمّل مسؤولية ما جرى من مآسٍ في عهده الأسود (الذي يعتبر فاجعة وطنية كبيرة في تاريخ العهود اللبنانية منذ الاستقلال) كونه كان على رأس الهرم في الحكم اللبناني والقائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية".

وأكد أنه "في الأيام المقبلة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون واستناداً إلى تاريخه المجيد الذي نجلّ ونحترم، لن يترك دم أي شهيد يذهب هدراً وسيحاسب كل هؤلاء الذين ارتكبوا إثم التخلّي عن ممارسة المسؤولية الكبرى لإدارة البلاد، وإن غداً لناظره قريب".