حذرت صحيفة "​وول ستريت جورنال​" الأميركية في مقال نشرته من "نشاط تنظيم "داعش" الارهابي المتزايد لإعادة تنظيم صفوفه على مقربة من ​أوروبا​، في ​ليبيا​ بعد عام من خسارته معقله الرئيس في مدينة سرت الليبية".

ولفتت إلى أن "التنظيم شكل خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من المقاتلين، وأقام قواعد جديدة خارج المدن الليبية، مثل بني وليد وغات، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبدأ في كسب الأموال عن طريق اعتراض طريق الشاحنات التجارية، واستغلال شبكات تهريب المهاجرين والوقود"، مشيرةً إلى أن "داعش" طلب من مقاتليه الانتقال من ​سوريا​ إلى ليبيا، بسبب تضييق العمليات العسكرية الخناق عليه في مناطق سيطرته في ​العراق​ وسوريا".

وكشفت الصحيفة عن أن "التنظيم يعتبر ليبيا مدخله الرئيس إلى أوروبا"، مشيرةً إلى أن "ليبيين تدربوا على استخدام وبناء الأسلحة في معسكرات التنظيم في ​الرقة​"، موضحةً أن "بعض أجهزة التفجير كانت مخصصة للاستخدام المحلي وللاستخدام في الميدان، وبعضها مخصص لتنفيذ هجمات في أوروبا، ومعظم مكونات تلك الأجهزة متاحة، وشراؤها وبناؤها سهل جدًا".

وأشارت إلى أن "تنظيم "داعش" أوفد اثنين من عناصره إلى ​تركيا​، بعد طرد التنظيم من مدينة بنغازي في أيار الماضي، واقتضت الأوامر أن ينتقلا إلى ​أثينا​ وانتظار تنفيذ هجوم هناك وتحركاتهم تحت المراقبة"، لافتةً إلى أن "مسلحي "داعش" الذين فروا من سرت توجهوا إلى مدن أخرى مثل بن وليد، واختبأوا في أودية حول المدينة، لكنهم ظهروا في المدة الأخيرة وأقاموا نقاط تفتيش واستولوا على عدد من الشاحنات التجارية، فيما فر آخرون إلى مدينة غات، حيث كثف التنظيم تواجده قرب أوباري، وهو يعقد اجتماعات منتظمة لعناصره ويتحرك بحرية في محيط منطقة الحقول النفطية".

وأفادت أن "مقاتلي التنظيم ينتقلون إلى ليبيا وذلك انطلاقا من تركيا ومنها إلى ​السودان​ جوا، ويدخون ليبيا عن طريق البر"، مشيرةً إلى أن القوات في الجنوب تراقب مجموعة من عناصر "داعش" وصلوا إلى السودان قادمين من سورية، ويحاولون العبور إلى ليبيا".

وأضافت الصحيفة أن "السودان على علم بمجموعة من المقاتلين يحاولون التسلل إلى ليبيا عبر حدود السودان الغربية"، مشيرةً إلى أن "الحكومة نشرت قوات لمنعهم من ذلك وظهور "داعش" من جديد أصبح بالتأكيد مشكلة كبيرة في ليبيا"، محذرةً من "قدرة التنظيم على زيادة دخله المالي عبر الاستفادة من مخزون الأسلحة في ليبيا، في ظل انعدام الأمن والاستقرار".

وأكدت أن "مقاتلين للتنظيم، بينهم ليبيون وسوريون وعراقيون، يحاولون دخول ليبيا أملا في الوصول إلى أوروبا لشن هجمات إرهابية".