أكدت مصادر مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية أن "الرياض لم تطلب مرة من اللبنانيين الخروج عن مرتكزات التسوية السياسية التي تحكم واقعهم منذ نحو عام، وأن جلّ ما تستوضحه هو مدى قدرة خصوم "​حزب الله​" ورافضي الهيمنة الايرانية على لبنان على استعادة التوازن الذي اختلّ تحت سقف التسوية بفعل مجموعة تطورات ومواقف رسمية ظهّرتْ البلاد وكأنها ساقطة في الحضن ال​إيران​ي، وهو ما لن يتيح الوقوف بوجه هذا المدّ في الانتخابات النيابية المفصلية في أيار المقبل".

واعتبرت ان "هذه الثوابت السعودية لا تغيب عن مقاربة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ للوضع اللبناني" ورأت أن "حزب الله" وحلفاءه لا يمانعون في هذه اللحظة استمالة الحريري ومحاولة الإمعان في إحراجه في غمرة ملامح اشتداد المواجهة الأميركية والسعودية مع إيران".

وأوضحت أنه "رغم البُعد الداخلي المتّصل بكيفية إدارة السلطة الذي وُضع في سياقه اللقاء الثلاثي البارز والنادر الذي عُقد ليل اول من أمس في دارة رئيس "​اللقاء الديمقراطي​" لنائب ​وليد جنبلاط​ وجمع الى الأخير، رئيس البرلمان ​نبيه بري​ والحريري، فإن تأكيد شريك "حزب الله" في الثنائية الشيعية خلال اللقاء ما كان أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصر الله​ لجهة التَمسُّك بالحكومة والاستقرار والتسوية ربما ينطوي على سعي إلى طمْأنة الحريري والحدّ من وهج الضغط السعودي، وهو ما يجعل الحريري وكأنه يسير في حقل ألغام في ظل توقّعات بفتْح ملفات من خارج التفاهمات السياسية التي شملتها التسوية مثل التطبيع مع النظام السوري من بوابة عودة النازحين، وبتصاعُد حملات "حزب الله" على السعودية و​ثامر السبهان​ الذي كان سارع الردّ على هجوم نصر الله عليه مغرداً: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنني كامل".