لفتت اوساط متابعة للعلاقة بين ​القوات اللبنانية​ وتيار المرده في حديث لصحيفة "الديار"، الى انه قبل حديث النائب ​ستريدا جعجع​ امام عائلة طوق في اوستراليا كانت كل المعطيات تشير الى علاقة ممتازة ومتقدمة بين القوات و​المردة​ مختلفة عن سياقها التاريخي الذي نشأ بين بشري و​زغرتا​ منذ وقوع مجزرة اهدن قبل 39 عاماً، حتى ان المغالين في اعطاء تلك العلاقة زخماً اضافياً وايجابياً ذهبوا الى حدود وضع تصور ونسج تحالف انتخابي محتمل بين الفريقين بناء على معالم الافتراق والخلاف الواقع بين الحليفين السابقين في ​التيار الوطني الحر​ والمردة في الانتخابات النيابية في المستقبل، ولان ​معراب​ وزغرتا قد تتفقان مع العهد ورئيس الجمهورية إلا ان ​جبران باسيل​ خصمهما الاساسي.

وذكرت الوساط ان قبل ان تقول ستريدا جعجع كلمتها ويخونها لسانها حيال جيران بشري الزغرتاويين فتبادر الى التصحيح والاعتذار بعدها بناء على طلب من المردة كانت كل المؤشرات توحي بحدوث تطور يصعب تحديد أطره حيث بدا ان ​بنشعي​ قررت الى حد ما طي صفحة الماضي الأليم وجرح المجزرة في حين ان المطلعين على اجواء معراب وزغرتا عمدوا الى تسريب ان العلاقة شهدت تبدلاً كبيراً غير مسبوق، مع تسريب ان رئيس القوات ليس بعيداً عن القيام بخطوة تجاه زغرتا قد تفاجىء كثيرين، لكن هذه الخطوة يبدو انها سوف تتأخر او تعطلت كما تقول الاوساط بفعل تصريح ستريدا جعجع، مع العلم ان القوات سارعت الى احتواء موقف النائبة جعجع بعدما طلبت المردة اعتذاراً فورياً فكان لها ما أرادت، فيما اخذ رئيس القوات زمام المبادرة وعالج الخلل على طريقته فاعترف بساعة «تخل» مرت بها منطقة الشمال أدت الى جرح كبير ما كان احد يتمناه وبأن التواصل مع قيادة المردة والقواتيين توصل الى مداواة الجرح.

وأشارت الأوساط الى ان بناء على ذلك يمكن القول ان تصريح النائب جعجع جمد مفاعيل الخطوات الايجابية وما حصل من اتصالات لكن لم يلغها بالكامل، علماً ان للمردة تحفظات كثيرة عن "شطحات" ستريدا اكثر من "الحكيم" الذي يدوزن ويرتب كلامه السياسي تجاه المردة، مضيفة ان النائب جعجع ارتكبت "فاولات" كثيرة في فترة السماح او الفسحة التي اعطتها المردة للقوات، خصوصاً ان المردة التي دخلت الحكومة من وزارة ألأشغال لم تضع فيتو على احد من الاخصام والحلفاء وفي مقدمهم القوات اللبنانية فرئيس المردة كان واضحاً امام قياداته وفي تعليماته للمسؤولين والقيادات الحزبية بتفادي اي خلاف مع القوات او سجال والانفتاح على اخصام السياسة اكثر من الحلفاء وعدم اغلاق ابواب الخدمات امام احد، إلا ان مناوشات القوات لم تتوقف وبقيت اصداؤها تتردد حول حرمان بشري عناية وزارة ألأشغال، علماً ان منطقة بشري نالت ما لم تحصل عليه اي منطقة مسيحية لا بل الاضعاف.

وشددت الأوساط عمّا حصل مؤخراً والذي قد يوقف عقارب الاتفاق لبعض الوقت لاستيعاب الصدمة الزغرتاوية التي حصلت، فان ثمة قواسم مشتركة تحتم عدم وقوع الخلاف بين المردة والقوات في المرحلة القادمة، فالطرفان تجمعهما "مصيبة" جبران باسيل وعدم قدرتهما على استيعابه والتعاطي والتعامل معه خصوصاً ان الفريقين يشعران بطروحات إلغائية ومبطنة من التيار الوطني الحر لهما، فالخلاف على أشده بين وزراء القوات والتيار الوطني الحر ووزراء القوات يطرحون فكرة الاستقالة من الحكومة في مجالسهم، و​تيار المردة​ يشعر بتمدد حليفه البرتقالي الى عقر داره، عدا ذلك فان ما بين الثلاثي باسيل وفرنجية وجعجع معركة ​الانتخابات الرئاسية​ وبما ان الثلاثة من الدائرة الشمالية نفسها فان من يكسب في الانتخابات النيابية سيكون المرشح الأقوى للانتخابات الرئاسية عام 2022؟