ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ تمنى على السعودية أن لا تضَعه في زاوية ضيّقة، وهي بالفعل لم تتطرّق إلى موضوع استقالة الحكومة، بل وضَعت الأمرَ في يده، تماماً كما فَعلت حين استقبَلت رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ والنائب سامي الجميّل، وقد قيل الكلامُ نفسُه في اللقاءات الثلاث، مع فارق أنّ الكلام مع الحريري يختلف باختلاف دورِه كرئيس للحكومة، يُفترَض به رسمُ خطّ أحمر لكي لا يتمكّن "​حزب الله​" من الذهاب أبعد في إمساك قرار ​لبنان​"، مضيفة: "كانت قضية تعيين سفير للبنان في دمشق وتسليم أوراق اعتماده للرئيس السوري بشّار الأسد، دليلاً إضافياً على اختلال التسوية، فـ"حزب الله" الذي يريد بطلبٍ مِن ​إيران​ إيجادَ ثغرةِ اعترافٍ عربية للنظام، تُمهّد للضغط لاستعادة مقعدِه في ​جامعة الدول العربية​، فرَض تعيينَ السفير، وحاوَل وزراء "القوات" الاعتراضَ في ​جلسة الحكومة​ إلّا أنّ وزراء "المستقبل" اكتفوا بالصمت، وبذلك خَطا الحزب خطوةً إلى الأمام في عملية التطبيع، وقوبِلت هذه الخطوة باستياءٍ سعودي عبّر عن نفسه، بالتخوّف مِن إمكان استمرار مسلسل الخَلل في التوازن إلى حدودٍ لن يعود بعدها في الإمكان إصلاحُ النتائج".

واشارت الجمهورية الى أن "السعوديين أكّدوا للحريري أنّ الأوضاع التي واكبَت ولادة التسوية، اختلفت الآن، وأنّ هناك ديناميةً عربية ودولية تتحرّك بقوّة لمواجهة إيران في المنطقة ولبنان، وبالتالي على مَن يشاركون في هذه السلطة أن يستعيدوا التوازن، أو على الأقلّ أن يعودوا إلى معادلةِ ربطِ النزاع، لا أن يندفعوا إلى حيث يريد "حزب الله" الذي اتُّخِذ القرارُ بمواجهته"، لافتة الى أن "المطلوب من الحريري الانتقال إلى المعطى الجديد الذي أنتجَه التغيير في الموقف الدولي والعربي، وعدمُ التكيّفِ مع المرحلة الأولى التي طبَعت التسوية بطابع اختبار النيّات".