رأى الدكتور ​جيلبير المجبر​ ان "العالم كله في فوضى غير منظمة، الحروب تستعر في كل مكان، فيما العالم العربي غارق في متاهات حروب فكَّكت معالمه وجعلته مُشتَّت الهوية والتاريخ، فحتى من كانت سابقاً تُسمى بجامعة الدول العربية أصبحت وسائر أعضاءها فعل ماضٍ ناقص، لا نفع منها ولا حاجة عملانيَّة لها"، معتبرا ان "أخطر ما يواجه العالم العربي هو الصراع الإيراني- العربي أو بالأحرى صراع بعض دول الخليج مع إيران، الذي بدأ يأخذ اليوم أشكالاً أكثر بشاعة، مع محاولة رأس الحربة في مواجهة إيران أي السعودية استخدام كل الوسائل للضغط على إيران عبر حلفائها في المنطقة العربية، حيث تعتبر السعودية ان إيران تحاربها في ساحات كثيرة".

وأضاف "لبنان وقع في نيران هذه المواجهة الخطيرة، فحلفاء إيران يعمدون للضغط كلامياً عبر السعودية محاولة منهم لإبعاد اليد السعودية عن لبنان، في مقابل سعي السعودية عبر حلفائها لتحجيم الدور الإيراني في لبنان، رغم معرفة طرفي النزاع ومديريهم الخارجيين ان لبنان لا يمكن أن يُحكم من جهة بعينها، فهذا البلد محكومٌ بالتوافق الداخلي رغم ان هذا التوافق عنوانه إلتقاء مصالح خارجية على حساب لبنان وسيادته"، مؤكدا ان "الدعوة اليوم موجهة حصراً لأبناء الشعب اللبناني بأن يقولوا وجهاراً أننا شبعنا تدخلات، كما والسياسيين أنفسهم ممن عليهم مراجعة الواقع المعاش ليتخلوا عن أثواب حيكت لهم وأصبحت كبيرة عليهم وهي اصلا لم تكن على قياسهم، لأن يعودوا إلى وطنيتهم ووطنهم".

وشدد على اننا "لا ندعوا لمؤتمر تأسيس كما حُكي ولا لإعادة إنتاج طائفة جديد، فكل هذا لا يفيد، ما يخدمنا ويريحنا هو فقط إعادة قراءة موضوعية للاحداث منذ ال 2005 حتى يومنا هذا، مع مبادرات شعبية وسياسية للضغط من أجل جعل لبنان وطناً سيادياً، ولنبتعد عن مبدأ أننا مضطرون لمجاراة الخارج حفاظاً على مصلحة لبنان، فمصلحة هذا الوطن لا تتم عبر مساومات وتنازلات وخوف واستعباد وتبعية. إن القارئ لكلماتنا يحسب كما ولو أننا نطلق كلاماً لا إمكانية لصرفه في المعادلة اللبنانية، حيث احتكام الداخل اللبناني لخارج قوي وممسك بمحركات الاستقرار الداخلي، لكن قولنا ينطلق من أن لكل شيء نهاية، ويبدو أن عنجهية الخارج تجاه لبنان لا بد وأنها وصلت او ستصل صوب النهاية التي لا بد منها والتي هي بمثابة بداية للبنان جديد".

في سياق آخر، أِار المجبر إلى انه "بعد الأخذ والرد في مسألة زيارة غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للسعودية، خاصة في ضوء ما تعرَّض له رئيس مجلس الوزراء من إكراه على الإستقالة، كان لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل في التمسك بالزيارة محملاً غبطة البطريرك رسالة لقيادات السعودية مفادها أن لبنان ليس ألعوبة بأيدي أحد، وأن الساحة الداخلية لن تكون ساحة مستباحة في خلافات إقليمية أكبر من لبنان". وقال: "إننا نُثمِّن موقف ونظرة فخامة الرئيس ميشال عون ونحن كنا أول من أعلن تأييده للزيارة واصفين إياها بذات الفائدة الكبيرة، لتأتي الوقائع منسجمة مع ما أعلناه، حيث يمكن لغبطة البطريرك ان يلعب في هذا الظرف دوراً هاماً على خط توجيه رسالة لبنانية اكثر من واضحة للسعودية مفادها ان الاستقرار الداخلي في لبنان خط أحمر، لذا فابتعدوا عن زج الساحة الداخلية في خلافاتكم، فنحن لسنا مكسر عصىً لأحد".

وأشار إلى اننا "ننظر لتلك الزيارة من منطلق قدرة البطريرك على تصويب الامور ونُعوِّل على نتائجها التي ستكون حتماً لصالح الاستقرار الداخلي، وما طلب غبطة البطريرك من لقاء الرئيس الحريري إلا تأكيد على قدرة هذه الزيارة على الخروج بنتائج هامة للبلد، فغبطة البطريرك في زيارته هذه إنما يمثل ​الدولة اللبنانية​ برمتها كما وكل الطوائف والفئات السياسية".