لم تنه الإطلالة التلفزيونية لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أمس مباشرة من منزله في الرياض شك رئيس الجمهورية ميشال عون ومن يؤيده من المسؤولين انه حر القرار ويمكنه مغادرة الرياض وان قوله انه سيعود خلال ايام قصيرة الى بيروت غير مؤكدة وما يعزز شك المشككين بحرية الحريري لانه "لا تزال هناك اسرار"ليس بوسعه ان يتكلم عنها الا بعد عودته الى بيروت واطلاع الرئيس عون على مضمونها ولذا فان الكباش بين رئيس الجمهورية ميشال عون من جهة ،وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من جهة ثانيةمستمر ،ويتمحور حول اعتبار الرئيس عون ان رئيس الحكومة محتجزفي العاصمة السعودية فيما يبرهن الامير محمد بشتى الطرق انه اي الحريري موجود فيها حفاظا على حياته بفعل المعلومات المتوافرة انه سيتعرض الى عملية اغتيال . ولفت احد المتابعين لخلية الاتصالات التي شكّلها رئيس الجمهورية ان فريق الاحتجاز السعودي للحريري رفض التجاوب مع مطلب الرئيس عون وهو عودة رئيس الحكومة الى بيروت والاستماع منه الى دوافع استقالته وفي ضوء ذلك سيقرر قبول استقالته اذا ما تبيّن له ان الحريري لا يريد الاستمرار في رئاسة الحكومة . واشار الى ان الجانب السعودي لم يأخذ في الاعتبار التأييد الداخلي والدولي والغربي شبه الإجماعي لموقف عون حتى ان بن سلمان لم يتجاوب مع طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ولي العهد السماح للحريري وهو مغادرة السعودية وذلك خلال اللقاء الطارىء الذي عقده معه في مطار الرياض اثناء انتقاله له من ابوظبي ليل الجمعة الماضي .

وافاد ان الرياض مستمرة في مواجهة لبنان الرسمي والشعبي الذي يطالب بفك احتجاز الحريري بثلاث الاول السماح له بإطلالة تلفزيونية لقناة المستقبل اجرتها بولا يعقوبيان وبدا فيها الحريري بالشكل جامدا ويزين الكلمة قبل التفوه بها وانه غير مرتاح لا سيما عندما قالت له بولا سأتوقف في فاصل اول من المقابلة كي ترتاح قليلا .

اما الوجه الثاني للمواجهة السعودية فهي ارغام نواب كتلة تيار المستقبل على ضبط التصريحات وتوحيد الموقف الذي لا ينتقد بقاء سعد محتجزا في الرياض

حتى إشعار اخر وان كل ما ساقه من اعذار للتأخير فلم تكن مقنعة كالاجراءات الامنيةً الجديدة ...

اما المواجهة الثالثة فستكون ربما طرح قضية الوضع في لبنان على وزراء الخارجية العرب في اجتماع استثنائي لهم سيعقد الاحد المقبل في القاهرة مخصص لمواجهة ابران وتدخلاتها في لبنان وفي باقي الدول العربية وان الوضع الشاذ اثناء ممارسته لرئاسة الحكومة لم يعد بوسعه تحمل ممارسات حزب الله وممثليه في الحكومة فاستقال . وقال مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت ان الطلب السعودي للاجتماع الوزاري العربي الاستثنائي في القاهرة يهدف الى قطع الطريق على المساعي التي قرّر القيام بها كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري الى السعودية ودوّل اخرى وتنتهي يوم غد الثلاثاءلإيجاد مخرج سريع للمشكلة السعودية مع لبنان . كما ان الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط سيبدأ ايضا جولة مماثلة علىى السعودية ودوّل اخرى لوضع حد للتصعيد السعودي ضد لبنان بعد ان بدأ التداول في مجالس ضيقة في القاهرة وفي عواصم اخرى ان السعودية ستطلب من وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد يوم الاحد المقبل في القاهرة تعليق عضوية لبنان طالما حزب الله مسيطر على القرار في البلاد .

ويعتقد احد أفراد الخلية التي شكّلها الرئيس عون لمتابعة مصير الحرير ي ان عددا من الدول العربية كقطر ودوّل المغرب العربي وربما مصر لن تقبل بتعليق عضوية لبنان في الجامعة لان ما تطلبه الرياض يستوجب اشتعال معركة عسكرية بين الجيش والحزب وهذا ما سيدمر لبنان

ويضيف ايضا ان اللجوء السعودي الى الجامعة العربية اتخذ بعد قرار الرئيس عون ايفاد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى اوروبا ليثير قضية احتجاز رئيس حكومة لبنا ن في الرياض ومنعه من مغادرتها . من المقرر انه سيبدأ الجولة غدا الثلاثاء في باريس وفي دول اخرى يجري تثبت مواعيد له مع نظرائه . وفي برنامجه عقد لقاء مع مَسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني .