رأت مصادر قريبة من تيار "المستقبل" في حديث إلى "الديار أن "غياب رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ القسري عن وطنه وجمهوره يفاقم من حدة الإنقسام القائم داخل تياره خصوصا لناحية القدرة على ضبط هذا الإنقسام ولجمه، وما البيان الذي صدر عن ​تيار المستقبل​ والذي جاء فيه حرفيا |إن المواقف السياسية التي تعبر عن رأي تيار المستقبل من التطورات هي حصرا مواقف كتلة المستقبل النيابية والبيانات الرسمية الصادرة عن التيار، وأي مواقف اخرى إنما تعبر عن وجهات نظر شخصية"، هو بطبيعة الحال يعبر عن حقيقة الإنقسام الحاصل سيما ان هذا البيان واضح مضمونه في أنه يتوجه حصرا إلى المسؤولين في التيار الذين يتمتعون بمزايا اصدار البيانات والتصاريح والمواقف على اطلاقها، وهذا ما يؤكد بطبيعة الحال أن القدرة على لجم التصاريح النارية ستزداد صعوبة وتعقيدا سيما أن هناك صقوراً داخل تيار المستقبل يعتبرون واستنادا إلى معلوماتهم الدقيقة بأن محاولة اقصاء الحريري وانهاء مسيرته السياسية في لبنان كانت مطروحة بقوة ضمن السيناريو السعودي، وهؤلاء يعتبرون بأن هذا الأمر يرتبط بهم بشكل مباشر لأن اقصاء الحريري وانهاء مسيرته السياسية سيؤدي حكما إلى اقصائهم وانهاء كل أدوارهم السياسية في لبنان".

وأكدت المصادر أن "تداعيات وعواقب الخيارات والقرارت السعودية المفاجئة ترخي أيضاً بثقلها الشديد على الشارع السني وقيادته المنقسمة بين رافض وداعٍ للتعاطي بواقعية مع حقيقة الأحداث وذلك عبر مواجهة الخيارات السعودية بحق الحريري بكل الوسائل المتاحة وبالعلن ومن دون أي مواربة او تدوير للزوايا التي لم تعد تحتمل أي تدوير أو تسويف أو مسايرة، وبين من لا يزال يدعو إلى توخي الحذر من خلال مواجهة هذه العواقب وهذه الخيارات السعودية الوخيمة بهدوء وتأنٍ ومن دون توتر أو عصبية أولأ حفاظا على الحريري الذي يمكن أن يكون أول من سيدفع فاتورة التصعيد السني في لبنان وثانيا لأن المواجهة المباشرة قد تعقّد المساعي الدبلوماسية الجارية على أكثر من صعيد ومن قبل أكثر من جهة إقليمية ودولية وازنة ومؤثرة وبالتالي أصحاب وجهة هذا الطرح يفضلون الإنتظار وعدم التصعيد ريثما تنجلي الجهود التي يقودها رئيس الجمهورية بالتنسيق مع أصدقاء لبنان الذين تأتي فرنسا في طليعتهم".