لفت المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ خلال إقامة جمعية البر بالأصول الخيرية حفل إفتتاح مجمع الوالدين الخيري في بلدة الدوير إلى أن "المكان يتحول كلمة أو محرابا أو منفعة يراد بها الله، ذلك معنى قوله تعالى: "إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم". لأن ​الهجرة​ إليه تعني اتخاذه وجهة للقلب والفعل والسلوك بكل معانيه، وهو أعظم البر وأكرمه على الله، وواحد من مظاهر قوله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه"، لأن الله جعل الوالدين بابا عليه وشرطا لطالبيه، كل هذا فضلا عن رد معركة الإنسان الدنيوية إلى خندقها الروحي، خندق أن تكون لله بكل المواقف والمواطن والمجالات المختلفة، وهو نفسه ما أخذه الله بخاصته، وهو مفاد اصطفائه لأنبيائه على قاعدة: اخترتكم على الرد إلي، والقيام برسالتي، وخدمة خلقي، وتنبيه بريتي أنهم مني وإلي يعودون".

وأشار إلى انه "لذا، من يعش الإنتساب للنبوة يؤكد هذا القول بكل مجالات حياته أخلاقيا وسلوكيا ووطنيا، لأن حب الوطن دين وخيانته خيانة لله، والهجرة إلى الله بالنظام السياسي تعني عدلا سياسيا وعيشا مشتركا ومؤسسات اجتماعية ومواطنا كريما، ونخوة وطنية لا تقبل بظلم أو فساد أو استبداد أو لصوصية مهما كانت وأين، كما تعني "حماية النفس" لا النأي بها في كل ما يحدث حولنا، في ​سوريا​ و​العراق​ وغيرها، لأن النأي بالنفس عما يجري في سوريا يعني نحرها، ولن ننتحر، وقد نقبل بها حين تتبدد منصاتهم وتتحول تجارتهم من التجارة بالدم والخراب إلى التجارة بإعمار ما هدموا وخربوا".

وفي الشأن اللبناني، أضاف قبلان "قد لا يكون شيء أهم من ضرورة التأكيد على موعد الإنتخابات القريبة، لأننا أمام فرصة إذا أحسن المواطن التعامل معها أمكنه وضع حجر أساس لتمثيل سياسي أخلاقي يمكنه أن يحقق التغيير السياسي الكبير، والذي نريده دولة إنسان بقاعدة شعبية قادرة على التغيير، ووجهة سياسية محورها "مقاوم" لأن التاريخ المعاصر علمنا أن ​واشنطن​ ليس لديها أصدقاء بل "عبيد"، وليس لمن اتخذ الحسين إماما أن يكون عبدا إلا لله".