دعا المفتي الجعفري ​الشيخ أحمد قبلان​ ال​لبنان​يين إلى "التمسك بالحق، والعمل به، وإلى التضامن الوطني في كل الملفات، وتحويلها إلى مشاريع وبرامج إنمائية ورؤى استنهاضية، في مختلف المجالات الاقتصادية والقطاعات الإنتاجية التي تعود على لبنان بالخير العميم".

وفي خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في ​برج البراجنة​، هنأ الشيخ قبلان بـ"ما تقرر في جلسة ​مجلس الوزراء​ لجهة إقرار بند ​النفط​"، آملا "أن يكون في هذا تحوّلاً كبيراً للبنان، نحو دولة لا تعيش على القروض والهبات، ولا تستجدي، بل لديها من الثروة ما يمكّنها من توفير حياة كريمة للشعب اللبناني، وبالخصوص لجيل الشباب الذي نعوّل عليه كونه يشكّل ثروة هذا البلد وأساس مستقبله، ولكن نخشى من أن تتحول هذه الثروة الموعودة من نعمة إلى لعنة، إذا ما بقي نهج المحاصصة، واستمرت مافيات الفساد".

وشدد على "ضرورة تشكيل هيئة موثوقة وأمينة، ولديها مطلق الصلاحيات في الإشراف على موارد هذه الثروة، وكيفية صرفها ضمن الأطر التي تنمّي الاقتصاد، وتحارب البطالة، وتخدم المصلحة الوطنية العليا، وتخرج اللبناني من الضيق المعيشي إلى البحبوحة الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي"، مشيراً إلى أن "لبنان أكّد مجدداً أنه قوي على التحدي والمواجهة، رغم كل ما يحيطه من تهديدات وتحوّلات، لأن اللبنانيين مقتنعون بأن وحدتهم خط أحمر، ومهما بلغت خصوماتهم السياسية لن يفرّطوا بها، ولن يعرضوها لأي انقسام كونها تمثل بالنسبة إليهم خط الدفاع الأول والأخير عن كيانية بلدهم ووجوديته، وما نأمله الآن وكل يوم وبخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة من اللبنانيين جميعاً بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والطائفية والمذهبية أن يعملوا معاً على تعزيز هذه الوحدة وترسيخها من خلال تفعيل عمل الدولة وإعادة بناء مؤسساتها، واعتماد السياسة الحكيمة والعاقلة التي تحصّن الاستقرار، وتنطلق منه إلى الحلول العملية لكل القضايا والمشاكل الحياتية والاجتماعية والاقتصادية، وما شهدناه من ترابط وتراصّ في مواجهة الأزمة الحكومية، - وفي الموقف التاريخي من القرار الأمريكي الذي اعتبر ​القدس​ عاصمة لدولة الاحتلال و​الإرهاب​، هذا الموقف شرّف كل لبناني وكل عربي وكل فلسطيني في وقت هزُلت فيه كل معايير الكرامة - يثبت أن لبنان الذي احتضن ​القضية الفلسطينية​ منذ بدايتها، وتحمّل وزر ​النزوح السوري​ وهو يدفع يومياً من أمنه واستقراره واقتصاده دفاعاً عن عزّة العرب وقضاياهم المحقة ما لم يدفعه أي بلد عربي، سيبقى يقدّم المزيد، إيماناً منه بالحق، ووفاءً لالتزاماته الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها".

وأكّد المفتي قبلان "أننا مع السياسة التي تحمي لبنان، وتجنّبه الوقوع في المخاطر، ولكن في الوقت عينه لا يمكنه أن يتوقف عن نصرة الحق، والصراخ في وجه سلاطين الجور الذين أوصلوا الأمة إلى ما هي فيه، لقد ضيّعوا فلسطين، وراحوا يتباكون على القدس؛ دمروا ​العراق​ و​سوريا​ بالإرهاب والتكفير، وراحوا يتباكون على ​بغداد​ ودمشق، أية أنظمة هذه التي جعلت من شعوبها نعاجاً تسام، ومن دولها عواصم تستباح، أي حكام هؤلاء وأقصاهم يتهوّد، وقدسهم تصبح عاصمة للصهيونية العالمية وهم يتفرجون لا بل يطبّعون مع العدو ويتآمرون على الأمة، ويبدّدون ثرواتها وطاقاتها وإمكاناتها".

ودان "ما يسمى بالشرعية الدولية، التي تتبع ​واشنطن​ اتباع الفصيل لأمه"، مشدّداً على أن "الخيار هو المواجهة والمقاومة، وأن الحل بدعم انتفاضة شاملة، والتأكيد على أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، كل فلسطين، وهذا يفترض ببعض ​الفصائل الفلسطينية​ البدء بإجراء جردة مبدئية للسنوات الماضية، خاصة في الموضوع السوري والعراقي واليمني، لأن من أراد تدمير دمشق وبغداد، كانت عينه على تمرير صفقة تهويد القدس، ولم يعد ذلك خافياً على أحد".