شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ لـ"النهار": على ان "14 آذار لا تموت. إنها حاجة للبنان أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا بعدما تسلمت قوى 8 آذار زمام الامور كاملاً في السنتين الماضيتين. كانت 14 آذار رد فعل في 2005، عفوياً ومباشراً على النظام الامني السوري وادت ضمن ما أدت الى خروج الجيش السوري من لبنان. 14 آذار 2013 حاجة وطنية أجرؤ على القول لن يكون من دونها لبنان".

اضاف ان "بعضهم يعلق اهمية أكثر بكثير من اللازم على العواصف التي عصفت بـ14 آذار من وقت الى آخر. اقول لهؤلاء إن الأرزة مهما تعرضت لعواصف وبروق ورعود وشتاء قارس تبقى صامدة لا يتغير فيها شيء. تبقى أرزة وتبقى 14 آذار. تأتي أحداث وتذهب. يأتي قانون انتخاب ويذهب آخر. تأتي انتخابات وتذهب أخرى. تأتي مواقف وتذهب وتبقى 14 آذار: الأرزة".

وتابع جعجع "إن حركة ارتوت بدماء "شهداء" بحجم رفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل وجورج حاوي وسمير قصير وانطوان غانم ووليد عيدو ووسام عيد ووسام الحسن لن تهزها رياح وقوات الجحيم لن تقوى عليها".

وفي حديث إلى صحيفة "الدايلي ستار" أكّد جعجع أن "جميع الأفرقاء السياسيين متفقون أن تأخيراً تقنياً في الانتخابات النيابية لن يشكّل مشكلة"، محذّراً في الوقت نفسه من "تأجيل سياسي" ومن "عدم احترام المواعيد الدستورية للانتخابات لأن هذا قد يؤدي إلى ضرب النظام اللبناني".

وأكّد أن التفاهم على قانون مختلط للانتخابات القادمة بات ناضجاً مع حلفائه في 14 آذار والرئيس نبيه برّي، وأشار إلى أن المشاورات مستمرة حول التقسيم الأنسب للدوائر الانتخابية.

اضاف جعجع أن تحالف 14 اذار قائم ومستمر انطلاقاً من الثوابت التي جمعته "شاء من شاء وأبى من أبى"، لأنّه مبني على نظرة موحدة للبنان. وأشار إلى ان الخلافات داخل 14 آذار لا علاقة لها بجوهر التحالف، متمنيّاً لو لم تتم إثارة كل تلك الضجة حول خلاف قوى 14 آذار على القانون الاورثوذكسي.

جعجع الذي بدا متفائلاً حول إمكانية الوصول لقانون انتخابات جديد، لفت الى أنه لا يمكن القول أن القانون الاورثوذكسي أو قانون الستين انتهيا قبل الوصول إلى قانون انتخابات جديد، مؤكداً أن التصويت للاورثوذكسي داخل اللجان النيابية المشتركة كان "ممرا إجباريا للوصول إلى قانون إنتخابات جديد".

كذلك، حذّر جعجع من ربط الاستحقاق الانتخابي بالأزمة السورية، مشيراً إلى أنّ رغم "حتمية سقوط النظام السوري، قد تستغرق المسألة أشهراً وتمتد، لذا من العبث الرهان على هذا النظام". ودعا جميع الأفرقاء إلى تحمل مسؤولياتهم بجدية للوصول إلى قانون انتخابات جديد.

وقال جعجع "إن الخلافات داخل الحكومة بدأت ترخي بظلالها على الاستحقاق الانتخابي"، مشيراً الى أن الوضع الحكومي "بالويل". وأضاف "إن هذه الحكومة تقوم بكل ما لا يجب أن تقوم به وتتوانى عن القيام بما يجب القيام به"، مؤكداً أن اقتراح قانون انتخابات جديد يؤدي الى تغيير حكومي وإلى انفراج عام في البلاد.

وعن الوضع الأمني، قال جعجع "لا اهتزازات أمنية كبيرة في لبنان حتى الآن، إنما بعض الحوادث الأمنية المتفرقة". ورداً على سؤال حول تنامي الوجود السلفي في لبنان، أجاب "لا أعتقد أن النفوذ السلفي في لبنان يشكل خطراً كبيراً في البلاد"، داعياً السلطات الأمنية والقضائية إلى التعامل بحزم مع هذا الموضوع. ونفى أن يكون هناك وجود جهادي أصولي في لبنان، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن إخفاء الجهاديين والأصوليين لكانوا عبّروا عن وجودهم في البلاد بطريقة غير مقبولة لو كان هذا الأمر حقيقياً".

وإذ أشار إلى أن أحد أهداف إيران الأساسية تضخيم حجم خطر الإسلاميين في المنطقة، دعا جعجع المعتدلين إلى الإتحاد والتحالف لمواجهة بعض الأصوليين.

وعن الأزمة السورية، رأى جعجع "أن سياسية الإدارة الأميركية مبهمة بالنسبة إلى سوريا"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستعمل الأزمة السورية لإستنزاف قوة إيران وحزب الله. وإذ لفت إلى أن حزب الله وصل إلى نقطة اللا رجوع في تدخله في الأزمة السورية، أسف جعجع أن الحزب ربط مصيره بمصير النظام في الدولة المجاورة.