نظم المركز الرقمي الفرنكوفوني التابع للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في طرابلس ولجنة الحد من التدخين في طرابلس ضمن برنامج منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية، برنامج "الحد من التدخين: تغيير ثقافي أم مكافحة؟"، وذلك في "مركز الصفدي الثقافي" وبالتعاون مع بلدية طرابلس، "​مؤسسة الصفدي​"، NiQuitin، الاتحاد اللبناني ضد السرطان وقصر حلو عبد الرحمن الحلاب وأولاده.

وكانت كلمة لممثلة "مؤسسة الصفدي" سميرة بغدادي التي لفتت الى ان المؤسسة عملت منذ أكثر من عشر سنوات على التنمية بكافة مجالاتها البيئية، الاقتصادية، التربوية والاجتماعية بهدف تحسين الظروف الحياتية للفئات والمناطق الأكثر تهميشاً في المجتمع، مشيرة الى انه "من الطبيعي أن نعمل على تطوير الوعي المجتمعي في المستوى الصحي/البيئي للحدّ من تداعيات المشاكل المتعددة على الصحة والبيئة والاقتصاد، إضافة إلى تفاقم مشكلة التهميش الاجتماعي". وعلى مستوى طرابلس، لفتت الى انه "لا بدّ من الاعتراف بخصوصية هذه المدينة والوقوف عند التحدّيات والرّهانات من أجل الحد من التدخين. وهنا لا بدّ من التوقّف على ظاهرتين في المدينة: إن طرابلس هي الافقر حالياً على المتوسط ونسبة الأطفال العاملين هي الاعلى نتيجة للتسرّب المدرسي في عمر مبكر. كما أن غالبية هؤلاء لا يعملون بشكل منتظم ويقعون بالتالي في فخّ التعاطي والتدخين". واشارت الى "ان هذه المعضلة تطال شريحة كبيرة من الشباب. ثانياً، كانت النرجيلة مقتصرة على كبار السنّ رجالاً ونساءً. أما الآن فإننا نراها منتشرة بين الشباب. ولعل ازدياد عدد المقاهي وروّادها في كافة الاوقات خير دليل على ان الشباب بغالبيتهم أصبحوا مدمنين على النرجيلة، وهي ظاهرة مخيفة، لأنها إضافة إلى ضررها الصحي، فهي يمكن اعتبارها، إذا أردتم، مؤشراً خطيراً على حالة البطالة والضياع".

وأكدت الأهمية القصوى لسنّ القوانين وتطبيقها للحدّ من التدخين، إلا أنها رأت "أنه يجب أن يترافق مع التوعية وان تؤخذ الابعاد الثقافية والاجتماعية والتربوية بعين الإعتبار، بحيث يكون التدخل شاملاً وقادراً على تغيير مواقف وسلوكيات المجتمع تجاه هذه الآفة الخطيرة".

ثم ألقى نقيب الأطباء في الشمال الدكتور ايلي حبيب كلمة استهلها بسرد ما حققته الأبحاث العلمية من تسليط للضوء على التدخين الذي وصفه بالمرض القاتل، الذي يسبب أمراض القلب والشرايين والصدر، لينسحب إلى كل أعضاء الجسم. وأثنى على دور المنظمات العلمية والصحية في التحذير من التدخين، لمنعه بعد أن استفحل أمره، خاصة أنه انتشر بكثافة في البلدان الفقيرة. وعن قرار الدولة اللبنانية بتقليص اماكن التدخين، قال: له الأثر البالغ في الحد من انتشاره. وختم موجهاً الشكر لكل المنظمات المعنية بالحد من التدخين لأنها تعمل للإنسان أولاً.

بدوره اعتبر رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال "أن التدخين يستحق ان يكون القاتل الجماعي والظالم الصامت، وأعني بهذا الكلام أنه حينما يكون المقتول اختيارياً فهذا شانه، اما التدخين السلبي فهذا ظلم، من هنا فإن التدخين ظالم". أضاف: "التدخين عدو لنا أكثر من العدو الاسرائيلي، لذلك علينا التحدث عنه في محافلنا وعلينا القيام بندوات في هذا المجال".

ثم ألقى مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في وزارة الصحة فادي سنان كلمة برنامج الوقاية من التدخين في وزارة الصحة حيث أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات لأنها فرصة لإيصال الكلمة والمعرفة للجميع. وتوقف عند امرين: الأول قانون الحد من التدخين رقم 174 والتدخين في المدارس والجامعات. عن القانون اعتبر انه خطوة متقدمة في الجهود المبذولة للحد من التدخين لأنه حماية لغير المدخنين وتحفيف الخطر عن المدخينن وتخفيض نسبة المدخنين. اما عن التدخين في المدارس والذي قال أنه تفشى بين التلامذة من عمر 13 إلى 15 سنة، بحيث تدل الإحصاءات على تعاظم نسبة التلامذة المدخنين من 10,4 بالمئة عام 2001 إلى 11,8 بالمئة عام 2011. وهو يمكن ان يفتح الباب أمام المخدرات طالما أنه عند اليافعين يعتبر تفتيشاً عن حالة زائفة من الارتياح واللذة. لذلك أكد ان المكافحة يجب أن تكون بمستوى المخاطر الجدية على صحة الأولاد ومستقبلهم، لافتا الى ان المكافحة الفعلية في المدارس هي في حلق مجتمع ديناميكي من خلال خلق تجمعات ونواد ونشاطات ثقافية وبيئية ورياضية وفنية وغيرها وإلى دفع الأولاد نحو العمل الجماعي المنظم.

ثم توالى المحاضرون المختصون الذين تناولوا "القانون 174، الضرائب التبغية، سياسات شركات التبغ، التلوث والصحة".